تقرير

هيكلة الجيش.. السودان بلا ” مخالب”

هيكلة الجيش.. السودان بلا ” مخالب”

كثرت في الآونة الأخيرة الدعوات إلى هيكلة القوات المسلحة من قبل أحزاب وسياسين ، و كانت البداية من تصريحات أطلقها القيادي بقوى الحرية والتغيير أمجد فريد ، طالب فيها بضرورة إصلاح المؤسسة العسكرية وإعادة هيكلتها،، وجدد دعوته إلى ذلك قبل أيام، ليلحق به مستشار رئيس الوزراء ياسر عرمان مطالباً بإصلاح المؤسسة العسكرية.
وتجدر الإشارة إلى أن قوى الإجماع الوطني، إحدى مكونات قوى إعلان الحرية والتغيير، كانت قد دعت إلى إعادة هيكلة القوات المسلحة السودانية وطرد فلول النظام السابق منها.
كما طالبت أحزاب من قوى إعلان الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم)، أبرزها “الأمة القومي”، و”المؤتمر السوداني”، و”البعث العربي الاشتراكي الأصل”، في 12 مايو الماضي بإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والعسكرية

الخرطوم :عزة برس
رد القوات المسلحة
ردّت القوّات المسلّحة السودانية في بيان لها ، على من وصفتهم بـ”عملاء الخارج في الخرطوم” و”جهات داخلية مغرضة وموتورة لا تريد لهذا الشعب سوى الذل والاستعمار”، دعت فيه الشعب إلى “وعي أهمية دور الجيش وضرورة الالتفاف حوله وعدم الاستسلام للإشاعات المغرضة”.
وجاء في بيان الجيش أنّ “من يقول أن المؤسسة العسكرية تحتاج لإصلاحات جوهرية كأنّما يريدُ أن يُظهر للعامّة أنّ أكبر مؤسسة قومية وطنية قد تهاوت أركانها.. كما يريد أن يظهر أيضاً ضعفها وعدم مقدرتها على التصدي لكافة أشكال التحديات داخلياً وخارجياً
نص الوثيقة الدستورية
وبحسب نص الوثيقة، ، فإن الفصل الحادي عشر يتحدث عن أن كلا من القوات المسلحة و قوات الدعم السريع مؤسسة عسكرية وطنية حامية لوحدة الوطن وسيادته تتبع للقائد العام للقوات المسلحة وخاضعة للسلطة السيادية، كما أُضيف إليها دمج الحركات المسلحة حسب ما يسمى “بروتوكول الترتيبات الأمنية في اتفاق جوبا للسلام ” لتلبي ضرورات التنوع الإثني والثقافي والديني والجغرافي، وذلك وفق ما نصت عليه اتفاقية جوبا للسلام.
حديث البرهان والأركان
وفي تصريحات للفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادةو القائد العام للقوات المسلحة، أكد فيها المضي قدما في انفاذ سياسات الجيش وفقا لمتطلبات الفترة الانتقالية..وقال ” سنسعى جميعا لإعادة صياغة القوات وفق المتطلبات الحالية والمستقبلية بما يتوافق مع المهام التي انشئت من اجلها” .
واشار البرهان، إلى أهمية الوقوف لإعادة تنظيم وترتيب القوات بما يتوافق مع الدستور ومهامها المحددة لها، لافتا الي ان البلاد على اعتاب مرحلة انتقالية تحتاج لقوات محترفة متخصصة تؤدي مهامها بالطريقة الوطنية التي تلبي شعارات الوطن .
وشدد على أهمية ان يعمل الجميع خلال الفترة الانتقالية من اجل المحافظة على الوطن للعبور الى فضاءات الحرية والسلام والعدالة التي يتوق اليها الجميع..وتعهد بالمحافظة على وحدة وتماسك السودان وتحقيق طموحات وتطلعات الشعب وبرامج ثورة ديسمبر من اجل حماية وبناء السلام وتحقيق الاستقرار المنشود.
ومن جهته ، قال الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين رئيس هيئة الأركان بالقوات المسلحة أن إصلاح الأجهزة الأمنية والهيكلة التي ينادي بها البعض، ما هي إلا مطية يتخذونها ويتغاضون عن أن هذه الأجهزة هي أجهزة تصلح حالها وتجدد دماءها كل عام.
السودان بلا مخالب
ومن جانبه، قال العميد الطاهر أبوهاجة، المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان، إن الحديث عن “تنظيف وهيكلة” الجيش، القصد منه ترك السودان بلا مخالب.
وقال أبوهاجة : “الحديث عن تنظيف وهيكلة القوات المسلحة، القصد منه ترك السودان بلا جيش ولا مخالب، ليسهل تقسيمه وابتلاعه”.
وأضاف أبوهاجة: “الذين يصرخون استنجاداً بالأجنبي ذاكرتهم خربة، يريدون أن يصوروا للعالم زوراً أن العسكريين ضد التحول الديمقراطي والدولة المدنية، هؤلاء هدفهم وضع البلاد وجيشها في مواجهة المجتمع الدولي”.، واستدرك قائلاً: “لكن هيهات، فالقائد العام هو من رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب”.
وتابع المستشار الإعلامي للبرهان “الانقلاب ليس بخروج الدبابات وإغلاق الكباري، وإنما بخروج العقل السياسي من الرشد والحكمة وانغلاق الأفق أمامه
حزب السودان
وقال الكاتب والمحلل السياسي بكرى المدني، أن الدعوات إلى هيكلة الجيش ستبور مثلما بارت محاولات النيل من الجيش، وسوف تخرس ألسنة لئيمة تتطاول عليه ولن تطوله، قائلاً :أن أكثر من ستين عام والجيش السودانى ثابت وشامخ لم ينكسر رغم محاولات (الحركات) ومؤمرات الساسة حيث لم يشهد التاريخ الحديث ولا القديم قوة مثله حافظت على تماسكها وصمودها وهى تخوض حرباً بعمر تكوينها مع فترات قليلة قضتها في (إستراحة محارب) ولم تكن سواء اتكاءة على بندقية
وتابع المدني :أكثر من ستين عام والجيش السودانى يلفظ اي جسم غريب ينبت داخله مثل أي نبت فطرى في جسده السليم وتحطمت بذلك اختراقات كل الأحزاب السياسية للمؤسسة العسكرية وبقى الجيش وحده(حزب السودان) الواحد.
وأضاف بكرى” تكاثرت القوات العسكرية من كل جنس ونوع وفي اي شكل ولون تحت مظلة الدولة أو تحت مظلات خارجها ولكن ظل الجيش السودانى هو الجيش الواحد للوطن الواحد وسيبقى ما بقي هذا الوطن وما تكاثرت القوات وتناسلت خارج رحم البلد كأي مولود غير شرعي.
ماذا تعني هيكلة القوات المسلحة
وعن معنى هيكلة القوات المسلحة في القاموس العسكري، قال الخبير والمحلل الاستراتيجي  العميد” م ” إبراهيم عقيل مادبو أن الهيكلة هي امر دوري يحدث كل عدة سنوات، وحتى نتوصل إلى مفهوم «الهيكلة العسكرية» يلزم أن نقف أولاً على مفاهيم التخطيط والتنظيم والتشكيل للقوات المسلحة وفق المبادئ والنظم العسكرية، حيث تُعتبر الهيكلة عملية إدارية معقدة تحتاج إلى آلية ووثائق جديدة منظمة للقوات المسلحة، تستصحب المتغيرات السياسية والمهددات الأمنية، وتستدعى الرجوع لتاريخ القوات المسلحة منذ الإستقلال وحتي ما بعد ثورة ديسمبر،
وأشار الخبير العسكري إلى أن الجيش السوداني قد مرّ بمراحل ومراجعات عدة في تنظيمه، بما يتوافق مع متطلبات الفترات والمراحل في سياق واجباته المنصوص عليها في الدستور، وعقيدته العسكرية والقتالية، والتوصل إلى التنظيم المناسب الذي يدعم بنية الجيش ويمكنه من أن يؤدي مهامه الوطنية في حماية البلاد، وتطوير القوات المسلحة وفق العلمية والمنهجية لا العاطفية،
وقال إبراهيم أن الهيكلة في القوات المسلحة تمضي وفق القوانين، ووفقاً للإحتياجات الحالية والمستقبلية، التي تترافق مع المهام الموكلة للجيش، وفي إطار توجيهات القيادة الرامية لبناء قوات نظامية محترفة ومتخصصة تؤدي مهامها الوطنية لتلبي واجبات الوطن، وليس في إطار المماحكات والأجندات والأغراض السياسية المريبة وتصفية الحسابات، ويُلاحظ ذلك من ارتفاع وتيرة الحملة المنظمة والمنتظمة و«الموجهة» التي تقوم بها جهة سياسية معروفة، لشيطنة الجيش بغية إضعاف معنوياته وتفتيت عضده والتحريض علي تمزيق أوصاله بدعاوى الهيكلة غير المدروسة،
وأضاف مادبو إلى أن إعادة هيكلة الجيش لا يمكن إختزالها في مجرد إقصاء قيادات عسكرية من مناصبها، وإدخال آخرين دمجاً وإحلالاً أو نقلهم وتحريكهم كبيادق الشطرنج.

الجيش ” مسمار النص”
ويرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمد عبدالقادر أن الهتافات الداعية لاضعاف الاجهزة الامنية وتفكيكها لم تكن عفوية او وليدة لحظة انتشاء ثوري، ما حدث بعد ذلك في غرف التفاوض تحت ستار (اعادة هيكلة القوات الامنية) لم يكن الا (ترجمة تفاوضية) لذات (الشعارات الدسيسية) التي ازهقت قداسة الجيش في ساحة الاعتصام بالقيادة العامة.
ويضيف عبدالقادر أن هيكلة الجيش مخطط من قبل جهات تسعي لتفكيك البلد وتمزيق ما تبقي من وحدتها باستهداف بوابات الحراسة الامنية وتفتيت صلابة ( عضم السودان) جيشه الباسل و( مسمار النص) الذي يعني تفكيكه دخول البلاد في دوامة الفوضي وانهيار اخر كتلة وطنية صلبة يمكن ان تعصم البلاد من الانهيار والضياع .
واكد محمد ان الجيش السوداني ظل صماما لامان السودانيين وحارسا لوحدتهم ومنافحا عن قيمهم وحقهم في الحياة الفاضلة الحرة الكريمة منذ تاسيسه،و خاض الحروب وخبرها في كل الجبهات، كانت القوات المسلحة وستظل الصخرة التي تتحطم عليها كل محاولات النيل من سوداننا العملاق المتماسك، المعتد بجيشه والمؤمن بان المؤسسة العسكرية هي اكبر حزب يلتف حوله الناس حين الباس واحمرار الحدق.. ( ساعة الكوع يحمي و(يحر الدواس).
وأردف بعض الساسة اصحاب الولاءات الموزعة بين المطامح الشخصية والولاءات الاجنبية يلجاون للجيش ابتغاء للتغيير وسعيا لكراسي السلطة، وما ان يحدث الانتقال حتي يحرضون عليه ويعتبرونه شوكة في حلق الديمقراطية مثلما يحدث الان. لم يذهب قادة القوات المسلحة الي دور الاحزاب يستحثون عضويتها علي الخروج عن الحاكم والاطاحة بنظام الانقاذ ، ومن عجب ان الساسة ومثلما يحدث كل مرة هم الذين لجأوا للجيش يطلبون انحيازه وفزعته لتحقيق الحياة الكريمة للشعب السوداني..

مواضيع ذات صلة

رجال حول البرهان فى المرحلة القادمة..!! الحكومة الجديدة.. مشهد جديد يتشكل فى بورتسودان. هل يتقدم الجنرال ميرغني ادريس لموقع جديد؟!!. تفاصيل توصيات لجنة عقار لتقليص ودمج الوزارات.. خطة محكمة لإنقاذ الاقتصاد ومجابهة متطلبات فترة ما بعد الحرب

عزة برس

دعوات لاستعجال تشكيلها بمهام محددة وعاجلة حكومة حرب…هل يستجيب البرهان؟!

عزة برس

الطيران الحربي الجديد .. قطع “شرائين” مليشيا آل (دقلو)

عزة برس

البرهان يتفقد اللواء ٤٣ أروما، ولقاء خاص مع ترك في معقل النظارة وزيارة خاطفة لأرض القرآن

عزة برس

تقرير خطير.. مليشيا الدعم السريع المتمردة تطلق سراح أخطر قيادات التنظيمات الإرهابية في الإقليم

عزة برس

جهاز المخابرات.. السيف الحاسم في معركة الكرامة

عزة برس

اترك تعليق