المقالات

مشهد مأزوم فى الرمق الأخير بقلم د. الهادى عجب الدور رئيس المعهد الأفريقى الدولى للسلام ببروكسل

مشهد مأزوم فى الرمق الاخير

بقلم د. الهادى عجب الدور رئيس المعهد الأفريقى الدولى للسلام ببروكس

بقدرة قادر تشكلت الخارطة السياسية لبلادنا من العدم لنقف جميعنا على مقصلة الاعدام البطئ فباتت الجغرافيا الموحشة تحوى فى جوفها انين الماضى البائس وشحوب الحاضر الانى الحسير المترع باللهاث والولولة وصدمات العجائب ومواعيد عرقوب اللانهائية، ليحتلم أباطرة المشهد المخنوق ما بين خندق الاشرار الملهمين والابرار ذوى الكرامات حينا من الدهر، ونحن نعرف جيدا أن الإلهام والكرامات نشربوها ماء زلال جراء حبنا لبلادنا وليست من الفشلة البائسين ، وشعبنا لا يشترى مستقبل مجهول مسكون بالخرافة وتسطيل المجاميع، ولن يعيش الناس فى سقوفات التهميج الجماعى و الغفلة وسواقة العتامير .
كبيرهم فى السحر وصغيرهم السخرة متلهفين ومغرمين بفاقيع الهنيهات مليئة بالهواء والسراب وبهرجات التهريج المستمر ما بين كابينة السياسة المعدمة مثل فقر عاصمتنا المنسية فى اطلس عواصم ومدن العالم المتحضرة، ستظل اهداب الرخويات السياسية تلف فى جوفها نشيد العلم وبعض مقاطع الموسيقى الباهتة عسى ولعل هنالك مطبلون يقودون باقى القطيع في باحة الكرنفال، يا ليت أهل بلادى يدركون أن السماء لا تمطر ذهبا وان دجاجتنا ما عادت تبيض الماس .
وساسة وطننا العطالى الاقزام يبيعون لنا بؤسهم وتلك هدية من لا حيلة له، لتطل علينا نواقيس الجهويات الانعزالية شرقا وغربا وشمال وجنوبا لتغرق الحكمة وحكمائها فى شبر ماء لله درك يا وطن.
هذا هو المشهد فى اضابير واروقة هذا الوطن برمته ، رغم تشاؤميات الواقع تظل الحقيقة هى أرض النيل والجبال الزرق هى اطلالة السحر والعجائب هى بلاد العاج والأبنوس هى تحفة تلال الصحراء السمراء وتجليات مطر السافانا هكذا نوصف بلادنا فى ذاكرة الأحلام عندما يطغى فينا الألم نكابر بلا اقتعة كى نملأ كل الفراغات بكبريائنا و صبر بنات بلادى الجميلات رغم ان الواقع والوقائع فى أحيان كثيرة تكشفنا بلا قرون ومخالب نتنمر بعضنا بعض نتوعك بمرارة ونتلاسن بسفور نكفر امهاتنا وأبنائنا كى يصفق لنا العاقون ونتحمس لازدراء بعضنا البعض باسم الهوية والدين والحرية والكرامة والثورة وشرف الدولة لنقنع انفسنا أن الجغرافيا هى سبب طلاقنا البائن و مواعيد زفاف زعماء زرائبتا على جروف الوادى الكبير، هكذا نلملم بقايا القصص سرا نتوارى خلف جدران الاماكن بحلوها ومرها نحمل كل الوصايا ابرارا وخونة اسرى وطلقاء أذكياء واغبياء رجالا ونساء شيبا وولدانا ونتمسك بدموعنا المالحة زاد لمواقيت الرحيل والانكفاء
فلا خيار سوى خيار التوافق والتنازل لصالح الوطن وكسب الرهان باتفاق الحد الأدنى والمصالحة وتفعيل مؤسسات نفاذ القانون والتمسك بالعدالةو والشفافية والمهنية لنصل لبر الامان فليست هنالك سادة وعبيد ما دام الوطن كله مستعبد بالجهل والتخلف والازمات والتركات الثقيلة فلا جدوى من ضياع الزمن فى طوابير الأيديولوجيات يسارها ويمينها الأجدى والانفع هو العيش المشترك والسلام والتنمية المستدامة والاعتراف بالآخر والخروج من شبح السياسات المأزومة والمشاعر السالبة الموتورة والانطلاق نحو الوئام المدنى الشامل ودولة المواطنة.

مواضيع ذات صلة

كل الحقيقة عابد سيد احمد اقتراب تحرير الجزيرة بين الأقوال والافعال !!

عزة برس

كتب السفير على الصادق: الإتحاد الأوروبي والحرب في السودان.. تبني السرديات البديلة تشجيع للإرهاب والفوضى

عزة برس

بينما يمضي الوقت.. عام على حرب السودان.. فزلكة.. أمل أبوالقاسم

عزة برس

فريال الطيب تكتب : معركة الحق ستنتصر

عزة برس

بالواضح.. فتح الرحمن النحاس يكتب: نعم يابرهان..القول ماقلت.. ميلاد مختلف للوطن الكبير..!!

عزة برس

دكتورة ميادة سوار الذهب تكتب: لاءات البرهان.. تأسيس أم تكريس ؟

عزة برس

اترك تعليق