المقالات

بينما يمضي الوقت .. أمل أبوالقاسم تكتب : حكاية مشفى إسمه (الكريمت /إيلا).. في بريد لجنة إزالة التمكين.

قال المحامي محمد العبيد الصديق الشخصي لشوقي بله صاحب القضية التي انا بصددها. قال في مستهل حديثه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس الأول : ان القضية محل النقاش ليست سياسية البتة بل إنسانية في المقام الأول لجهة أن المتضرر منها عدد مقدر من المواطنين وليتهم أصحاء بل مرضى تقف حياة بعضهم على مشارف الموت جراء قرار لجنة إزالة التمكين الذي نفذ بطريقة خاطئة. وكيف لا تكون إنسانية محضة وصاحب القضية لا علاقة له بالسياسة لا من قريب ولا بعيد حتى طيلة حياته وحياته الجامعية ولم يشارك مطلقا في اي لجنة ولو خدمية ناهيك عن نشاط سياسي.

(٢)

وتقول قصة الشاب “شوقي بله محمد نور” انه وعقب تخرجه من كلية التجارة القاهرة يمم وجهه شطر المهجر وعمل محاسب بإحدى مشافي المملكة العربية السعودية، وبعد ان امضى قرابة العشرين عاما قرر العودة للسودان وشرع في استثمار محصلة غربته بتأسيس مستشفى جعل من أرض الجزيرة منطقة الكريمت بالمناقل مقرا له وحشد له كل الإمكانيات البشرية فجلب له أفضل الأطباء وكذا المعينات الطبية من أجهزة وغيره واستطاع بذا حل أكبر مشكلة كانت تواجه مواطني غرب وقرى الجزيرة والمناطق المجاورة لها، وطوى لهم مسافة كانت كيلومتراتها تراجع من حالتهم وتفاقم من حالة حديثي الولادة حد موتهم، بعد ان وفر للمشفي حضانات واجهزة مناظير فاصبح بذا المستشفى الأول فيها.

(٣)

فعل كل ذلك بحسن نية خدمة لأهل منطقته، فالمشفي أشبه بالخيري لكن يبدو ان حسن النية هذه كانت ترقد له على ما لم بضع له بالا او يخطر بحسبانه. فقد كان الطريق الي المشفى الذي اصبح قبلة كما اسلفت ترابي يواجه طالبي الخدمة صعوبة الوصول سيما في الخريف، وامعانا في توفير وتذليل كافة العقبات سعي لسفلتته وكان عليه اخذ تصديق من حكومة الولاية التي كان على رأسها محمد طاهر ايلا فاشترط عليه القائمين على الأمر ان يسمي المشفى باسمه مقابل هذه الخدمة وقد كان.. فتم تعديل اللوحة من “الكريمت” إلى “ايلا” ومضى الأمر هكذا إلى قبيل ايام.

(٤)

ثم ولمزيد من التسهيلات وتوسعة المشروع بعد نجاح المستشفى قرر “شوقي” إلحاقه بكليات للعلوم الطبية والهندسة بغية توطين الدراسة والعلاج بالمنطقة، إلى جانب إنشأ شقق سكنية لتصبح ميز للأطباء َاساتذة الكليات والطلاب، وبالفعل وبإجراءات طبيعية ومكتملة ومن حر ماله منح العقار رقم ٢٧ مربع ٢١ المناقل بمساحة ١٩٤١ وقيمته مطلع هذا العام لا تساوي خمسة مليون جنيه سوداني.
لكن ما حدث وهو ما لم يكن في الحسبان ان تعلن لجنة إزالة التمكين إستعادة القطعة لحكومة السودان رغم ان ليس هناك شبهة عليها كونها امتلكت بإجراءات طبيعية وبحر مال صاحب الأرض الأستاذ شوقي الذي قدم كل الأوراق والمستندات الخاصة بالعقارين.

(٥)

إلى هنا وربما يظل الأمر طبيعي لكن غير الطبيعي ان القرار صدر بحق القطعة بينما التنفيذ جرى على المشفى، تكشف ذلك عندما ذهب مالك المشفى للامدادات الطبية لشراء أدوية مخدرات من أجل إجراء عمليات مستعجلة وبعد ان ورد المبلغ وعند الاستلام ردوه بأن لجنة إزالة التمكين منعت صرف الأدوية والتعامل مع المستشفى الأمر الذي فاقم من الوضع الصحي لمرضى تم إعدادهم للعمليات بينهم ثلاثة حالتهم حرجة وبدأ احدهم في النزيف ما أثار حفيظة ذويهم وكادوا ان يخلقوا بلبلة لولا احتواء الأمر، هذا الي جانب وقوف عربة شرطة أمام المستشفى.

(٦)

ثمة تساؤلات تقفز إلى الذهن لم وبأي وجه صودرت الأرض واوقفت المستشفى؟ طالما ان صاحبها تملكهما من عرق غربة استمرت لنحو عقدين ولا علاقة له بالسياسة او السياسيين؟ ترى الأن المشفى بإسم “ايلا”؟ وهو اسم فقط على لوحة لبرأة صاحبها لم ينتبه لتغييرها وظروف وضعها معروفة، ثم منذ متى تؤخذ الأسماء كقرائن إتهام وكل شوارع ومرافق ومؤسسات السودان بأسماء لمسؤولين وعلماء ومناضلين وغير ذلك؟.
كذلك ومن خلال معطيات القضية اخشى ان تكون المصادرة على خلفية تقارير مضللة رفعها حاسدون كما حدث في بعض مؤسسات الدولة صفوا حسابات شخصية عن طريق اللجنة.
المؤسف ان النزع لقطعة ملك حر وخالص وبأوراق معتمدة خلال هذا العام.
حدث هذا في وقت تقاضى فيه الطرف عن أراضى شمال الجزيرة وجنوب الخرطوم هي لأسماء رأسمالية معروفون تملكوا محوريات على الورق وأخذوا بموجبها قروضا وهي فقط على الورق ولا حقيقة لها على الواقع ورغم إخطار لجنة إزالة التمكين واسترداد الأموال العامة بهم إلى أنهم لم يحركوا ساكن بينما تؤخذ اراضى أخرى غلابا.

(٧)

فضلا لا امرا على لجنة إزالة التمكين مراجعة قرارها وكيفية تطبيقه سيما المستشفى الذي تقف عليه الشرطة بلا حق والنظر كذلك في أمر القطعة ومراجعة أوراقها مجددا.. صدقوني بهكذا انفعال بلا تحري قد يورد الإستثمار من الوطنيين موارد الهلاك وينفر الآخرين.. اهذا جزاء من دلق آلاف الدولارات في منطقة بسيطة خدمة لأهله وكان بامكانه استثمارها في قلب العاصمة؟. كذلك رفقا بالمرضى فهم لا ذنب لهم فيما يجري من تداعيات السياسة.

مواضيع ذات صلة

زوايا المرايا.. د.زينب السعيد تكتب: ابني مات مرتين

عزة برس

نحن عزنا جيش بقلم: شادية عطا المنان

عزة برس

عمار العركى يكتب : محمد ديبي بين مطرقة الامارات وسندان فرنسا

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: مؤتمر اللاجئين وتبرئة عنان.. تقديم السبت احتسابا للأحد

عزة برس

الاتحادي الأصل بنهر النيل يهيب بجماهير الحزب الاحتشاد في شندي لاستقبال السيد جعفر الميرغني

عزة برس

أمصال وإبر.. د. وليد شريف عبدالقادر يكتب: المسودات. بين. طارق. الهادي. ودكتور سامر. وعلوبة (1/ 2)

عزة برس

اترك تعليق