حكيم ، غناء الفنان المبدع عبد العزيز مرانت
المتأمل لكلمات هذا النشيد يجده يحمل معاني كثيرة ، وهي كلمات متدفقة حماسة وعنفوان ، تعكس مدى ارتباط الشاعر بالارض وقدرته على استنطاق الكلمات لعكس عشقه وهيامه بالوطن الذي عشقه حتى الثمالة، فكل كلمات النشيد تنضح عشقا وتمسكا بارض الاباء والاجداد ، فالشاعر هاشم محمود ينتمي الى بيت مناضل واسرة ارتبطت بالنضال وارث ادال فقدمت خيرة ابنائها القائد الشهيد البطل آدم قلوج ، ذالك البطل المعروف بين اقرانه بعصاميته وشجاعته النادرة . وبالعودة الى مفردات النشيد نجده قراءة متأنية في دفتر كفاح الشعب الارتري الذي خاض غمار حرب شعبية طويلة الامد استمرت ثلاثين عاما ، قدم خلالها قوافل من ابنائه غربانا ومهرا للحرية التي حلم بها . يبدأ الشاعر قصيدته بشموخ اهله وعزتهم وكبريائهم ورفضهم للضيم لان ارتريا هى دار البطل حامد ويقصد هنا القائد مفجر الكفاح المسلح عواتى حيث قال : وطن الشموخ الحر مايرضى بالاذلال دار البطل حامد كان الميعاد في ادال ، ومذكرا الاجيال ان الفاتح من سبتمبر من العام واحد وستين كان زلزالا امتحن نخوة الارتريين فكانت تقوربا العزة التي ازلت جيوش المغتصب ورجع يجر ازيال الهزيمة ، ولم يبخل الثوار بتقديم الابطال شهداءا من اجل الوطن واستشهد في ذلك باول شهيد للثورة الارترية الشهيد البطل عبدة محمد فايد في معركة اومال ، ذكر ذلك في الابيات :
سبتمبر العزة هز الوطن زلزال تقوربا العزة ابورجيلة والابطال
زفوا الشهيد فايد جسارة واستبسال أحفاد عواتى الرمز خاضوا لهيب النار
نالوا الشرف عالي دكوا جيوش العار ارتريا الحرة قصة كفاح ونضال
وفي شطر البيت الاخير الذي قال فيه كان المهر غالي حرية واستقلال
كل هذه التضحيات وميلاد الوطن الارتري من تحت الركام كان مهرها غالي دم ودموع واستشهاد ولجؤ وتشرد . اعتقد انها قصيدة يحق لنا الاحتفاء بها وبكاتبها ، كما ان الاستاذ سعيد ادريس حكيم وضع لحنا خفيفا متمشيا مع ايقاع الكلمات ، فهى لونية لم تكن جديدة ولكنها محفظة في سرعة الايقاع والتماهي مع الايقاعات الشعبية في غرب وشمال ارتريا وامتداتها في شرق السودان. واعتقد ان الاستاذ سعيد حكيم وفق في اختياره لهذا اللحن المميز خاصة مع اختيار الفنان الشاب الواعد عبدالعزيز ابن النقابي العتيق الراحل محمود مرانت والذي ابدع ايما ابداع في ادائها .
التحية للشاعر والاديب هاشم محمود وللملحن الاخ العزيز سعيد ادريس حكيم وفناننا المتألق دوما عبدالعزيز مرانت ، وكل عام وشعبنا بالف خير
أبوغسان
15/09/2021م