المقالات

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب : إياكم والتدخل في خلافة السجادات !!

الطرق الصوفية هي السلطة “الروحية” في كثير من مكونات المجتمع السوداني المختلفة وهي الوعاء الجامع لكافة شرائح وطبقات النسيج الاجتماعي حيث النزعة “الصوفية” هي السمة الغالبة على سلوك المجتمعات الريفية والحضرية بمن فيهم العلماء والمتعلمين والفقراء والاغنياء والنساء والرجال والشيوخ والشباب وعامة الناس من المريدين والاحباب ..

– يتم الاستعانة بالطرق الصوفية في حل الكثير من القضايا الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية نسبة للهالة الروحية التي يتمتع بها المشايخ عند مريديهم واتباعهم .. وقد تميز المجتمع السوداني بالانصياع لتوجيهات مشايخ الطرق الصوفية اذ يمارس مشائخها سلطاتهم الروحية حتى على مستوى الحكام الاهليين من “النظار” و”العمد” و”المكوك” و”الامراء” و”المقاديم” ..
– لذلك يلجأ اليهم الزعماء الاهليين في استمالة الجماهير واستقطاب “المتفلتين” داخل المجتمع المحيط والمجاور .. ومن ذلك النظام الاهلي “السلطة الاهلية” و”الطرق الصوفية” التي تمثل “السلطة الروحية” نشأت بعض الاحزاب السياسية التي تقدمت عن طريق الانتخابات ومارست السلطة السياسية وحكمت السودان على فترات تاريخية متقطعة وقد عرفت بقوى الاحزاب الطائفية واكبرها طائفة “الختمية” ذات الجذور الصوفية وطائفة الانصار اتباع الامام المهدي والتي تصنف أيضا بجذورها الصوفية وقد جسدت تلك الاحزاب على الرغم من دورها المهم في الحركة الوطنية جسدت مثال لممارسة السلطة الروحية في السودان حيث يعتبر غالب مؤيديها من الاتباع والمريدين ..
– سعى الحكام المتعاقبين على كرسي حكم البلاد عسكريين ومدنيين الى الطرق الصوفية لنيل رضاهم وتبريكاتهم وتقديم التسهيلات للوصول الى الجماهير ..
– الطرق الصوفية حراك بشري وانساني مثله مثل كل التكوينات المجتمعية فيها الصالح والطالح وبها المكاسب والمغانم وتحفها النزاعات والتنافس وخلالها تسري مساحات الحسد في كسب وتدافع المريدين .. ولكنها ظلت وتظل محافظة على نسيجها وتراتيبيتها في اختيار خلفائها ومشايخ سجاداتها وفي ذلك طقوس واعراف وتقاليد ووصايا تحكم اختيار المشايخ والخلفاء في كل طريقة وسجادة ..
– ايضا داخل الطرق الصوفية خلافات وانقسامات وانشقاقات واخطر مافي تلك الخلافات التي تكون بين الاشقاء وابناء العمومة في وراثة الخلافة .. ولكنهم برهنوا انهم اقدر الناس واحكمهم في حل مشكلاتهم واعادة لم شملهم ..
– اي تدخل من الحكومات في فرض او توجيه ارادة المريدين لاختيار المشايخ والخلفاء يزيد من اوار المعركة ويشعل نيرانها ويؤجج الفتنة .. وماحدث من تدخل حكومي ممثل في ادارة الشؤون الدينية بمحلية امدرمان بتوجيهات وحضور من وزير الشؤون الدينية نصر الدين مفرح ووقوفهم ومناصرتهم لاحد تيارات الخلاف حول تنصيب خليفة السجادة التجانية بالحارة ١٥ امبدة وماصاحبه من اعمال عنف كادت ان تذهب بالارواح وتهلك الانفس يعد تصرف غير حكيم من وزارة الشؤون الدينية والاوقاف ..
– خلافات مشابهة في اختيار خلافة الطرق الصوفية والسجادات في حقب مختلفة تركتها الحكومات دون التدخل المباشر الا بتقريب وجهات النظر والصلح وعقد مجالس الحكماء .. وتدخل الدولة باعلى مستوياتها لايكون الا لاعمال منهج التراضي في اختيار الخلفاء دون وصايا او الميل الى طرف دون الاخر لما يتركه ذلك الميل من تازيم للموقف واشعار نار الفتنة بين المشايخ والمريدين ..
– رسالتي الى “مفرح” وطاقمه في ادارات الشؤون الدينية “المفروض” على محليات ولاية الخرطوم ان يتركوا الشان الولائي لاهله وان يرفع “مفرح” يديه عن التدخل في تراتيبية اختيار مشايخ وخلفاء الطرق الصوفية فاهل القوم لهم قدسيتهم ومكانتهم وهم اكثر القادرين على اختيار خلفائهم ومشايخ سجاداتهم وليس هناك اشياء تتحكم في مصير الصوفية من قبيل هتافية “اي كوز ندوسو دوس” او ازالة رموز النظام البائد فتلك لها سوح اخرى غير محيط المتصوفة واهل القوم ..

مواضيع ذات صلة

على كل.. محمد عبدالقادر يكتب: دموع مريم… وهروب حمدوك

عزة برس

تمبور السودان عصي على التركيع وصامد امام اعتى العواصف

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: تفسير مفهوم مصطلح (تكنوقراط) انجب مولود مشوه ..!!

عزة برس

دكتور وليد شريف يكتب : صديق الحلو.. رحيل لثورة ضد السكون

عزة برس

عائشة الماجدي تكتب: السلطان سعد ( أسمحوا لي بالمغادرة )

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: مؤتمر باريس ومتلازمة أزمة الضمير السياسي ..!!

عزة برس

اترك تعليق