المقالات

بينما يمضي الوقت.. أمل أبوالقاسم تكتب : طعنة في خاصرة الإنسانية.. الهذا الحد الحكومة “مفلسة”؟!!

 

 

ان ينعدم الخبز والوقود أو يعز على المواطن وان تطاولت الصفوف فهو إلى جانب أخريات أمر اخف وطأة من ان تنعدم الأدوية المنقذة للحياة أو تعز على المريض وقد تفاقمت بنسبة 1000% خلال عام واحد. وفي الوقت الذي تكرس الدول جهدها وان كان بإشراك الخيرين في بناء وتأهيل مستشفى خاص بأطفال السرطان كونهم الشريحة الأضعف كما في الجارة مصر علي سبيل المثال وهي الوجهة الأمثل للسياحة العلاجية، في الوقت نفسه يخرج اطفالنا ممن سكنت آلام المرض اللعين اجسادهم الغضة وحرق الكيماوي طفولتهم البريئة إلى الشارع يتسولون العلاج وهم يرفعون عقيرتهم الضعيفة كما ضعفهم ينشدون توفير جرعة عقار تسكت اوجاعهم أمام الجهة المسؤولة عنهم أمام الله قبيل ان تسأل أمام الحكام. ترى في اي دولة غير السودان يحدث ذاك؟

(2)

خروج هؤلاء الزغب الصغار أمس وقد تعلق بعضهم في رقاب امهاتهم طعنة في خاصرة الإنسانية، حقا كان مشهد يصعب علي ذوي القلوب الضعيفة لكنه مر ويمر عادي لدى السادة الحكام جميعا، وقد تبلد إحساسها البتة أمام شعبها الذي كل حصاده كلام ووعود يصعب تحقيقها لضعف إرادة القائمين علي الأمر قبيل ضعف اداءهم. كيف لا ووزارة الصحة تحديدا ظلت تعاني الإهمال والاستهتار منذ العهد السابق الي جانب التعليم، وفي ظل حكومة الثورة التي من المفترض فيها معالجة ما اتلفه سابقوها تفاقمت ازمتيهما وزاد الطين بلل ولم يفتح علي هذه الحكومة وضع الرجل المناسب في المكان المناسب إلا قليلا ولعل هدا أس المشكل الحقيقي في ازمات الحكومة المتلاحقة.

(3)

حدثوني بالله ما هو إنجاز “النجيب” بعد ان خلف “أكرم”! ببساطة لا شيء وان كان لديه فليذكرنا به. والمبكي المضحك انه وكلما سئل مسؤول عن معاناة وزارته أو مؤسسته تذرع بتوفير النقد وهذا ما ردده السيد وزير الصحة في رده علي “سكاي نيوز عربية” عطفا على الوقفة التي نظمها أطفال السرطان أمس أمام وزارته، حيث لخص نقص الجرعات إلى شح التمويل والعملات الأجنبية خلال الفترة الماضية، فضلا عن المديونيات المستحقة للمستوردين. وهنا يتبادر الينا سؤال أين الجبايات “أشكال والوان” التي نؤخذ من المريض وأهله ابتداء من رسوم دخول المشافي وليس انتهاء برسوم الأسرة و”سير الدرب” ناهيك عن جبايات عائد رسوم المشافي الخاصة والضرائب وغيره.

(4)

المواطن يا سادة يدعم الحكومة من جيبه المهترئ فليتكم (تفكونا من حكاية عدم توفر النقد والمديونيات) وان قبلنا بتبريراتكم (طيب انتوا جابوكم لشنو؟).
ثم وكالعادة تعهد “النجيب” بتوفير الجرعات خلال فترة وجيزة، ولكم ان تتصوروا كيف اردف مستدركا ان وصول الأدوية من خارج البلاد يستغرق مدة زمنية قوامها شهرين إلى ثلاثة أشهر. قال سيادته حديثه البارد هذا علما بأن ما يتوفر لهؤلاء الصغار الآن محض عقارات مسكنة وصفائح دموية حسبما ذكرت مدير المعهد القومي للسرطان ومركز الجزيرة لتشخيص وعلاج الأورام لموقع “إسكاي نيوز عربية” وهي ترسم صورة قاتمة للأوضاع التي يعيشها مرضى السرطانات بصورة عامة في ظل النقص الحاد الحالي في الجرعات العلاجية، بيد ان المحزن قولها ان التدخلات الطارئة التي يقومون بها تفي فقط لمعالجة المضاعفات أو الآلام المصاحبة للمرض في ظل انعدام جرعات الكيماوي، لكن الخطورة تكمن في ان قطع الجرعات قد يؤدي للوفاة في بعض الحالات المتقدمة.. هل تسمع الحكومة؟ هل يسمع وزير الصحة؟!

(5)

فالنترك عزيزي المواطن هؤلاء جانبا بعد ان جففوا منظمات المحتمع المدني بدعوى “كورنتها” ولنتنادى كما درجنا علي فعل الخير في هكذا مواقف لإنقاذ مرضى السرطان كبارهم وصغارهم والاخيرين تحديدا أدعى للإسراع فهم أمانة في عنق المجتمع اجمع، والمرض اللعين استشرى ليس في اجسادهم فحسب بل في شريحة كبيرة منهم والمركزان الوحيدان يستقبلان ما بين 500 _ 600 طفل اسبوعيا.
اعلم ان الخيرين المهمومين بالشرائح الضعيفة لا يفتأون من مد يدهم هنا وهناك والمصائب تتكالب من كل حدب وصوب لكن وطالما سخرهم الله لخدمة هؤلاء فليتمموا معروفهم وهنا اخص رجل الأعمال والبر والإحسان السيد “أشرف الكاردينال”، والسيد معاوية البرير و الفنانون وغيرهم ممن درج علي الفعل.
كذلك ثمة تعاون ودعم قدمه جهاز المخابرات مع وزارة الشئون الدينية والأوقاف قبيل فترة، نقول لهما الآن الاحتياج اكبر فهي مسألة موت أو حياة.
واملنا في أبناء السودان البررة في البلاد المهجر كبير، كما نثق في الأجهزة الأمنية مجتمعة، فضلا أطفال السرطان ينادونكم.

*كسرة*

الهذا الحد وزارة الطاقة والتعدين مفلسة وهي لم تقو علي الصمود لأيام معدودات ريثما ينتهي طلاب الشهادة السودانية من امتحاناتهم؟ ، اما كفى الطلاب ما لاقوه من “كلفتة” خلال عامهم قصير الأجل وعندما سعوا لصقله باجتهادات فردية حرمتهم الحكومة من توفير إضاءة يقيمون بها وأد محصلتهم الأكاديمية وتركتهم نهبا لكشافات الموبايل؟
حقا انها حكومة مفلسة ماديا ومفلسة من كوادر مؤهلة ومسؤولة من مواقعها؟

مواضيع ذات صلة

دكتور وليد شريف يكتب : صديق الحلو.. رحيل لثورة ضد السكون

عزة برس

عائشة الماجدي تكتب: السلطان سعد ( أسمحوا لي بالمغادرة )

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: مؤتمر باريس ومتلازمة أزمة الضمير السياسي ..!!

عزة برس

كل الحقيقة عابد سيد احمد اقتراب تحرير الجزيرة بين الأقوال والافعال !!

عزة برس

كتب السفير على الصادق: الإتحاد الأوروبي والحرب في السودان.. تبني السرديات البديلة تشجيع للإرهاب والفوضى

عزة برس

بينما يمضي الوقت.. عام على حرب السودان.. فزلكة.. أمل أبوالقاسم

عزة برس

اترك تعليق