المقالات

همس الحروف.. قاعة الشارقة رمز ثقافي و مصدر للأشعاع الفكري و الحضاري ✍️ الباقر عبد القيوم على*

عة الشارقة بالخرطوم تمثل تجسيداً معاصراً لفن العمارة الإسلامية بالسودان إذا تمثل لسكان العاصمة و زائريها حواراً بصرياً مثيراً يخاطب الوجدان الإنساني ، بربط فريد ما بين فن العمارة و التمدن الإسلامي الذي يجسد روح و قيم و إبداع هذا الفن كرسالة مهمة تشرح جمال التنوع في فنون العمارة الإسلامية و ترسخ لمفهوم ذات الحضارة التي ينبع منها هذا الفن الجميل ليكتمل الشكل و المضمون في هذا الصرح الفخم ، و كذلك تجسد أيضاّّ مثالاً عظيماّ يقف شامخاً في وسط مدينة الخرطوم واصفاّ عمق مدول القيم الفعلية لمثل هذه المرافق والصروح العلمية التي تشع برسالتها الثقافية لتؤكد عمق العلاقات الأزلية الإماراتية السودانية ، حيث أصبح هذا الصرح نواة للإلتقاءات الفكرية التي تثري الحوار العربي عربي و العربي الأفريقي و الآفروآسيوي ، حيث يقوم مثل هذه التبادل الثقافي بين الدول عبر هذه الصروح العملاقة بتقريب الحدود الجغرافية بين الدول وكما يقرب المسافات بين قلوب شعوبها .

لقد تم وضع حجر أساس هذه القاعة بعاصمة البلاد داخل حرم مدينة جامعة الخرطوم في 11 يناير 1983 م بمكرمة من صاحب السمو الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة و كان الإفتتاح في عام 1987 ، فمنذ ذلك التاريخ و حتى تاريخ هذا اليوم ظلت هذه القلعة العلمية والثقافية تنثر وميض ضوئها كالشمس في كل الأرجاء المحلية كانت أو الإقليمية ، فتفردت برؤيتها الثاقبة في إثراء أجواء الحوار الفكري الذي يستنطق المتخصصين ، حيث إستضافت كثيراً من المناشط العلمية و الثقافية و الفنية من داخل وخارج الجامعة على مستوى الإقليم العربي والأفريقي و كذلك الدولي ، و ذلك لأن من ضمن أولويات هذه المؤسسة توظيف البيئة العلمية التي تتمتع بها جامعة الخرطوم كحاضنة لهذه القاعة في الربط بين ثقافات الشعوب الآفريقية و الآسيوية ،و لذلك أصبحت بهذا الدور رائدة في هذا المضمار و منارة علمية لها رؤيتها المستقبيلية المستمدة من رصيد رسالتها الإستراتيجية في الإسهام في تعزيز مثل هذه الشراكات الذكية بين مختلف الثقافات المحلية و الإقليمية ، فأصبحت رمزاً عظيماً من رموز الحوار الفكري و من أهم مراكز الملتقيات الثقافية والفنية ، و حيث أنها لعبت دوراً محورياً مهماً خلال الأربعة عقود المنصرمة و ما زالت فتية ترفد الساحة بمدها لانها أضحت نبراساّ متوهجاً بعطائه و يعرفها الناس سيما وانها من أضخم الصروح العلمية و الثقافية والفنية في السودان و تحمل إسم شارقة الجمال في العاصمة الخرطوم ، حيث حُظيى بزيارتها عدد مقدر من رموز العالم الذين زاروا السودان و كان على رأسهم على سبيل المثال ، لا الحصر : السيد مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق ، و روبرت زوليك مساعد وزير الخارجية الأمريكي وآخرون .

*و من هذا المنطلق الذي تتنوع فيه المزايا التي من أجلها إستلهم صاحب الفكرة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي فكرته بإنشاء هذا الصرح الذي تتعد فيه المقاصد ذات الأبعاد الإستراتيجية و التي تجل عن الحصر و تفوق في محاسنها حدود الوصف لتكون رمزاّ إماراتياً خالصاً يتوسط قلب الخرطوم العاصمة يؤكد بوجوده متانة هذه الروابط و يزيد من تقريب المسافات بين شعوب الدولتين الشقيقتين في شتى المناحي الفكرية والثقافية والفنية ، و لهذا كان من الواجب صيانة هذا الصرح بما يستحق لدوره الذي يؤديه في هذه المنطقة ، و من أجل ذلك نجد أن الشيخ سلطان لم يبخل في الإنفاق على صيانة هذه القاعة من أجل استمرار رسالتها العلمية حيث قام بإنفاق نصف مليون دولار لتعود هذه المنارة في ثوب أجمل مما كانت عليه في السابق .

و بإحتفالية رائعة نظمتها إدارة جامعة الخرطوم برعاية كريمة من مديرتها بروف فدوى عبد الرحمن طه و بتشريف كان متميزاً بتميز ذلك الضيف الرائع و الذي يعتبر صاحب المكان الذي وضع بصمتة الصارخة فيه بتمثيل حضوره الجميل و الأنيق و هكذا دائما يكون التمثيل الذي يقوم به سيد شباب سفراء العرب سعادة السفير حمد محمد الجنيبي سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بالخرطوم في كل مكان يحضر فيه حية صدح بكلمات كان رائقة ورائعة و وجدت مكانها في قلوب الحاضرين ، و كما عطرت أركان هذه القاعة العظيمة و وثقت لوقفات مشرفة قامت بها دولة الإمارات مع السودان و ما زالت و ستظل مثل هذه المواقف في الإستمرار من اجل الترسخ لمفهوم عمق هذه العلاقات الأزلية و المتينة بين الدولتين ، حيث تم من خلال هذا الإحتفال أعلان جاهزية هذا الصرح العلمي و الثقافي في إستمرار رسالته التاريخية بعد التوقف الذي كان بسبب الصيانة لتبدأ مسيرة عطاء جديد يلائم حجم التطور الذي طرأ على قاعة الشارقة بعد الإعداد في ثوبها الجديد .

مواضيع ذات صلة

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: وزير الداخلية والعين القوية !!

عزة برس

خبير اقتصادى: تجار العملة اتجهوا للعمل في مصر وجذب تحويلات المغتربين السودانيين

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: إبتسام نون النسوة منبرنا للسلام والعدالة

عزة برس

وجه الحقيقية.. السودان بين ديمقراطية العسكر المشروطة و دكتاتورية المدنيين الطامعة. – إبراهيم شقلاوي

عزة برس

بينما يمضي الوقت السيادى في الميدان ( كيفما اتفق).. أمل أبوالقاسم

عزة برس

الهندي عز الدين على منصة “إكس”: ماذا ينتظر عشرات الآلاف من الضباط والجنود المتكدسين في سنار بعد أمر العطا بدخول الجزيرة

عزة برس

اترك تعليق