المقالات

عمار العركي يكتب : التحالف الأثيوبي الإرتري وأثره علي إستقرار القرن الإفريقي

 

في أوج الإحتقان* (الأثيوبي المصري السوداني) بسبب سد النهضة وحالة الاستقطابات الحادة التي تقوم بها الاطراف المتنازعة لكسب دول وقوي في المنطقة الي جانبها ، والتوجس المُشبع بسوء النية بين جيبوتي وأرتيريا من ناحية أخرى والخلاف الكيني الصومالي / السوداني الأثيوبي سبب النزاع حول الحدود ، والحرب الداخلية في أثيوبيا بين الحكومة المركزية وإقليم جبهة التفراي والتي ألقت بآثارها السالبة علي كل دول الجوار (الأثيوبي) وأخري،إقليمية ، وفتحت الباب علي مصرعيه أمام التدخلات التنافست الخارجية، إلي جانب صراع النفوذ المتصاعد بين القوي الدولية والاقليمية علي المنطقة من ناحية ثالثة، كل هذا جعل من أثيوبيا – التي تعد القاسم المشترك لهذه الأزمات – وبتحالفها مع ارتربا ، مهددا لإستقرار منطقة القرن الإفريقي.
– *جاء التأثير الأثيوبي* كواحد من إفرازات العلاقات المعقدة في القرن الأفريقي، والتي تتسم بوجود منافسات عميقة الجذور في تاريخ العلاقات بين إريتريا وإثيوبيا والصومال وجيبوتي في منطقة يمزقها الصراع. اشتهرت على مدى عقود بالحرب الأهلية والصراعات وضعف التنمية الاقتصادية.
– *كانت كل من إريتريا وإثيوبيا* في حالة حرب لسنوات، كذلك تشترك إثيوبيا والصومال أيضًا في تاريخ من المواجهات العنيفة،كذلك إرتريا وجيبوتي ، لكن قيام رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بزيارته التاريخية لإريتريا في يناير 2018 ، والتي انهت حالة الصراع بين البلدين. وأدت الي تحولات وديناميكية جديدة في المنطقة ، تبعتها الثورة في السودان ، واسهمت وساطة أثيوبيا في انجاز التوافق بين الفرقاء مما أتاح لأثيوبيا تعزيز ذلك التأثير،
– *بالنظر لطبيعة الخلافات* التاريخية والمتجذرة بين البلدين فانه من الصعوبة بمكان إقامة سلام وتعاون دائم فى غضون ثلاثة أشهر بضغوط خارجية لان الخلاف الأثيوبي الأرتري أكبر وأعمق من النزاع الحدودي حول مثلث (بادمبي) الذي بُني عليه السلام ، ولكن الدوافع والطموحات الشخصية لرئيس الوزراء الأثيوبي الجديد (أبي أحمد) وسعيه للزعامة الإقليمية وتحقيق شعار تصفير الصراعات.
– *بالمقابل وبدهائه المعروف* تغاضي الرئيس الإرتري (أسياسي أفورقي) عن إثارة جذور الخلافات التاريخية وقبل (تكتيكيا) بالمصالحة لتحقيق جملة من الأهداف (الإستراتيجية) أهمها رفع العقوبات الإقتصادية الأمريكية المفروضة منذ العام 1998م، التسلل والعودة إلي الحظيرة الدولية، الحصول علي مثلت (بادمبي الحدودي) المتنازع عليه والمملوك لجبهة التقراي، العدو اللدود لأسياسي والذي لأحقا خطط ودبر وتحالف مع (أبي أحمد) للقضاء علي العدو المشترك (التقراي) ومن ثم تنفيذ إستحقاق الإتفاق بوضع يده علي المثلث التقراي ، ظنا من الحلفيين بأن مسآلة حسم (التقراي) لن تأخذ وقتا طويلا ، ولكن المقاومة العسكرية للتقراي وخبراتهم السياسية التراكمية إقليميا ودوليا قلبت الطاولة عليهما، بحيث أصبح هذا الصراع مصدر قلق وتهديد إقليمي ودولي، مما وضعهم تحت ضغط مستمر وعقوبات بدأت رمزية ، يتوقع لها تصعيد
– *كذلك احاطت بهذا التحالف* الكثير من التكهنات والافتراضات والتي ربطته بفاعلين خارجيين. يهدفون الي عزل جيبوتي من ناحية ويترجمون رغبة الولايات المتحدة الامريكية في مواجهة الصين وإيقاف مجال النفوذ الصيني في المنطقة ،من ناحية اخري ومن بين هؤالاء الفاعلين الخارجيين الامارات العربية المتحدة الغاضبة من افشال جيبوتي جانبا من مشروع الامارات للسيطرة علي الموانئ في القرن الافريقي. وإن كانت لا توجد اي مؤشرات تفيد بنجاح سياسة الإدارة الامريكية السابقة بقيادة (ترمب) في تحجيم النفوذ الصيني المستند علي الأنشطة الاقتصادية الأكثر عمقًا من خلال الديون واستثمارات القروض في المنطقة ، ولكن التنافس بين الجهات الفاعلة الدولية في منطقة القرن الأفريقي بسبب المصالح الجيوستراتيجية لا يمكن إلا أن يؤجج المزيد من الصراعات بين الدول وداخل الدول في المستقبل المنظور.
– *ووفق تقديرات إستراتيجية* تشكل المنافسة المستقبلية بين اللاعبين الدوليين الرئيسيين في المنطقة تهديدا للأمن. وسيكون للمنافسة بين الولايات المتحدة والصين في المنطقة تأثير سلبي ليس فقط على القرن الافريقي ولكن أيضا علي الأمن في البحر الأحمر بل في القارة الإفريقية بأكملها .
– *مآلات الاوضاع في القرن الإفريقي* تظل مرهونة بشكل أساسي بالتطورات التي تشهدها أثيوبيا وإرتريا خلال المرحلة المقبلة. التي منها على سبيل المثال احتمالية حدوث التغيير السياسي في إثيوبيا أو إريتريا في ضوء عدم استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية وتصاعد النزاعات الإثنية، وتشكل التحولات الجارية في الداخل الإثيوبي وتصاعد النزاعات الإثنية في البلاد وتداعيات الحرب مع (التقراي)، مما يشكل تحديًا يهدِّد سلطة آبي أحمد في البلاد، ومن ثَمَّ تهديد مستقبل اتفاق السلام مع إريتريا خاصة في ظل وجود بعض التيارات في إثيوبيا ذات توجهات معارضة لعملية المصالحة معها ، والتي لا يستبعد ان تدخل في مواجهة مع اسمرا، بالإضافة إلى اندلاع بعض الخلافات الإقليمية بين بعض دول المنطقة مثل النزاع الكيني الصومالي ، والسوداني الأثيوبي حول الحدودو، واستمرار الخلاف الجيبوتي الإريتري على منطقة رأس دميرة. علاوة على موقف القوى الدولية والإقليمية من الأحداث الإقليمية في القرن الإفريقي .
– *ومن هنا تبرز عدة سيناريوهات محتملة بشأن مستقبل القرن الإفريقي*:-

– *السيناريوالأول* إلى الحفاظ على مكتسبات اتفاق السلام الإقليمي في المنطقة بدعم صيني – إماراتي ، واتساع نطاقه ليشمل جيبوتي- المتحفظة -التي هي جار مباشر لجميع الدول الثلاث المتحالفة اثيوبيا الصومال وارتريا ، والحيلولة دون أية انتكاسة بشأنه؛ خوفًا من العودة إلى المربع الأول مرة أخرى.
– *السيناريوالثاني ،* فشل مساعي التحالف الثلاثي بين اديس ابابا واسمرا ومقديشو وبوادر التكامل الاقليمي المؤسس علي مبادرة ابي احمد للتكامل والشراكة الاقتصادية بين كل من (اثيوبيا وجيبوتي والصومال وارتريا وكينيا) بل وانهيار اتفاق السلام بين أديس ابابا واسمرا ، وعودة التوتر بينهما واندلاع حرب جديدة بين البلدين، والتي ستؤدي بدورها ان حدثت إلي عودة الامور لمربع الصفر من جديد في منطقة القرن الافريقي.
– *السناريو الثالث’* حدوث تغيير سياسي داخل في احدي الدولتين او الإثنين معا، يفضي الي تطورات وتحولات معاكسة.

مواضيع ذات صلة

تمبور السودان عصي على التركيع وصامد امام اعتى العواصف

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: تفسير مفهوم مصطلح (تكنوقراط) انجب مولود مشوه ..!!

عزة برس

دكتور وليد شريف يكتب : صديق الحلو.. رحيل لثورة ضد السكون

عزة برس

عائشة الماجدي تكتب: السلطان سعد ( أسمحوا لي بالمغادرة )

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: مؤتمر باريس ومتلازمة أزمة الضمير السياسي ..!!

عزة برس

كل الحقيقة عابد سيد احمد اقتراب تحرير الجزيرة بين الأقوال والافعال !!

عزة برس

اترك تعليق