المقالات

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب : بيان ابن عوف !!.

 

 

كثير من العامة لايفرقون بين مفهومي الانقلاب العسكري وبين تسلم قيادة الجيش لمقاليد الأمور إعادة للنظام وعودة الهدوء والاستقرار تمهيدا لانتقال سياسي سلس ..

– الانقلاب العسكري هو مفهوم سياسي ذو طبيعة عسكرية لممارسة الحياة السياسية بديلا للحكم المدني الديمقراطي وتقوم بتنفيذه وحدة أو وحدات أو خلايا من الرتب المتوسطة والصغيرة في الغالب الأعم بسرية تامة ودون تنسيق مع القيادة العامة للجيش بل تكون القيادة العليا للجيش اول ضحايا اعتقالات الانقلاب كما يحمل الانقلابيون اكفانهم على اكفهم في حال فشل خطة الانقلاب ..
– استلام قيادة الجيش لمقاليد الحكم وفق التراتيبية العسكرية القائمة على الأقدمية أمر نصت عليه معظم دساتير العالم، إذ تلجأ قيادة الجيش للتوافق مع تحركات الجماهير نتيجة انسداد الأفق والاحتقان السياسي وعموم الفوضى المفضية إلى هلاك الأرواح وفقد الأموال وانهيار منظومة مؤسسات الدولة وذلك كخيار أخير لرجوع الأمور إلى نصابها تهيئة لانتقال سلس للسلطة بعد تلاشي أسباب الانهيار وتوقف ضروب الفوضى ..
– الانتقال من سلطة إلى أخرى يستوجب إسناد مؤسسة عسكرية محايدة متماسكة البنيان تهيئ وسائل الانتقال بصورة تجنب البلاد الدخول في متاهات الخلافات السياسية والتشاكس  والتقاطعات الأيديولوجية ..
– حينما ارتضت قيادة القوات المسلحة الوقوف بجانب الشعب لتغيير في سدة الحكم توافقا مع الرئيس السابق البشير وحكومته، كان الجميع يعلم أن القوات المسلحة هي الخيار الحاسم للوقوف مع الثوار لإحداث التغيير .. والمسترجع لشريط الأحداث ظهر الحادي عشر من أبريل ٢٠١٩م والمتأمل لبيان قيادة الجيش الذي أذاعه الفريق أول عوض بن عوف يجد ملامح تسلم قيادة الجيش للسلطة قال عنها بن عوف إنها لفترة انتقالية تمهد لانتقال ديمقراطي عبر انتخابات حرة ونزيهة تشارك فيها الأحزاب بعد عامين من تاريخ إذاعة البيان ..
– مرت السنتان منذ اذاعة ابن عوف لبيان الوعد بتسليم السلطة الى حكومة مدنية .. مرت السنتان كلمح البصر ولم تتجاوز البلاد محنتها وامتد السوء إلى أسوأ مما كان عليه ومازال الخيار المطروح أن تدار الفترة الانتقالية بحيادية عن طريق طرف محايد يستلهم العبر والدروس من التاريخ والحاضر  ومن الشعوب المماثلة لتجاربنا السياسية، إن لم يكن الجيش فليكن من التكنوقراط غير المحزبين باسناد القوات المسلحة للعبور بالفترة الانتقالية وإدارة شؤون الناس بدون مماحكات وكيد سياسي مقيت ينحدر بالبلاد إلى بركة من الدماء والأشلاء ..

مواضيع ذات صلة

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: وزير الداخلية والعين القوية !!

عزة برس

خبير اقتصادى: تجار العملة اتجهوا للعمل في مصر وجذب تحويلات المغتربين السودانيين

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: إبتسام نون النسوة منبرنا للسلام والعدالة

عزة برس

وجه الحقيقية.. السودان بين ديمقراطية العسكر المشروطة و دكتاتورية المدنيين الطامعة. – إبراهيم شقلاوي

عزة برس

بينما يمضي الوقت السيادى في الميدان ( كيفما اتفق).. أمل أبوالقاسم

عزة برس

الهندي عز الدين على منصة “إكس”: ماذا ينتظر عشرات الآلاف من الضباط والجنود المتكدسين في سنار بعد أمر العطا بدخول الجزيرة

عزة برس

اترك تعليق