المقالات

رؤي.. واصله عباس محمدنور تكتب: المؤتمر الوطني …كلاكيت مرة ثانية

 

 

كر وفر* تلك هي أروقة العمل السياسي .. واهم من أسس بنيانه علي الثبات والصمود ،، عابث من ظن أن رضاء الناس غاية تُدرك .. متجبراُ من ظن ان القوة بيديه وأنه المرجعية القائدة لمايدور في سوح الحياة وأقبيتها ،، غافلاً من ظن أنه عالم ببواطن الأمور ويستطيع سبر أغوارها والغوص في كل إمتداداتها العميقة والسباحة في بحورها المتلاطمة الأمواج ، لهذا من كان لاعباً محترفاً في ميادين العمل السياسي عليه أن يعُدد السيناريوهات والخطط وأن لايبني علي حاضر متناسياً الغائب والمستتر ،،وأن لاينظر الي بريق السلطة وتوهجها وبريقها الزائف ، كما عليه ان يضع أنها لو دامت لما آلت إليك..

إختفي المؤتمر الوطني الحزب الذي تربع علي سُدة الحكم ربع قرن من الزمان وزادها خمس سنوات أُخر، الحزب الذي وُلدت في عهده مجتمعات جديدة قوامها أطفالا رضع وأخرين قدموا في عهدها ،،سار علي ركبه الركبان شيباً وشباباً وصغاراً نساءاً ورجالاً حتي الذين كانو ضده صاروا بين صفوفه في مسميات سياسية متعددة *(التوالي )* *(الحوار الوطني)* *(الإتفاقيات)* إتسعت رقعته في كل براحات الوطن وبانت في خريطة الوطن أسماء ماكنا نعلم *(أنها من عنِدنا)* وأنهم من أبناء النيلين وينتمون لارض السمر ،، كان المؤتمر الوطني هو الحزب الأوحد والأكبر والأكثر عددا وتنظيما من خلال لقاءته الراتبة ومؤتمراته التي لاتنقطع في كل مكوناته وفئاته التي لم تغفل أي جانب لمكونات المجتمع حتي تسامي سلطانه وعلا صولجانه وتوهج كرسي الحكم بين يديه ،، ودانت له البقاع وتخومها نيلها وصحاريها وبواديها وفرقانها وظلت الروح تنبض فيه طوال هذه الفترة الزمنية وعبارات التحدي تظهر في العديد من خطاباته ورسائله ،،، ولكن في ظل هذه القبضة الثلاثينية بدأت الخلافات الخفية تدب في أوصاله ، والمعلوم أن الجسد كلما زاد في العمر سنوات كلما بدأت أشباح الوهن والضعف تطل برأسها سيما وأن الكثير من الأصوات الرافضة لوجود الكبار الممسكين برسن القيادة يراهم الشباب أنهم حاجبين عنهم ضؤ الحكم وبريقه فتعالت الأصوات المطالبة بتنحيهم ولم يكن أمام الكبار لإخراس صوتهم إلا بإستخدام *الإمرة التنظيمية* التي هي الفيصل والآمر الناهي وباتت تستخدم *(كحق فيتو)* من قبل الكبار لتكون عبارة *(نفذ ثم ناقش)* ….وعليه بدأت البغضاء والشحناء تحمي جذوتها فحسب الشباب أنهم لن يكونوا قمرا منيرا يوما ما بل عليهم أن يكونوا كويكبات تدور في فلك الكبار ،، هوي الحزب الحاكم صاحب الصولجان والقوة بتكالبات داخلية سماها الكثيرين من عضويته *(بالخيانة الداخلية )* وتعددت أكباش الفداء وكل يلقي اللوم علي الآخرين واصابع الإتهام تمتد الي الآخرين مستدلين بكثير من القصص والروايات التي ربما كان جلها تشفي ومكايدات فحيت كتابة هذه السطور لم يُعرف *(مين الخائن ؟)* كان السقوط مدوياً وتوقف النبض في شرايينه ولزم الكثير من تلك العضوية الصمت وحمل منهم عصا الترحال الي خارج الحدود تاركين البناء المنهار دون مد يد العون ، وذهب آخرون الي سوح القيادة يقدمون فروض الطاعة متبرأين من كل إنتماءا لهم لحزب المؤتمر الوطني الذي كانوا يوما ما أقصي أمانيهم أن ينالوا بطاقة عضوية في المستوي القاعدي فقط، ماحدث كان بمثابة إختبار حقيقي للحزب *(غربالاً)* ليدرك أن الزبد يذهب جفاءا ويبقي ماينفع الناس ، وأنه الإختبار الحقيقي *لمعرفة صدق عضويته ومدي قوته ؟ ومن معه ؟ ومن ضده؟* ..
ولأن الطبيعة لاتقبل الفراغ ، وأن الملاعب الكبيرة لايستطيع اللعب فيها الهواة والناشطين عاد المؤتمر الوطني الي المشهد السياسي رغم الحصار الداخلي والخارجي الذي يتربصه ويحكم قبضته عليه بجانب وجود قياداته الأُول في المعتقلات والسجون ..و الحكومة ترمي بالائمة عليه في كل إخفاقاتها التي أفقرت البلاد من كل شئ وأصبحت مرتهنة للقوي الخارجية والمنظمات الأجنبية والرحلات المكوكية لقياداتها حتي تحسب أن البلاد تُدار من مطار الخرطوم ..عاد المؤتمر الوطني الي المشهد السياسي بكامل هيئته وهندامه وهو يعقد مجلس شواره دون أن تعلم الدولة بمكان وزمان الإنعقاد الذي لم يكن حضورا اسفيريا عبر تطبيق *ZOOM* كما يحدث في كل العالم بل كان تواصلا حقيقيا وتداولا في كل قضاياه صاحبه جرح وتعديل حتما سيقلب المشهد السياسي رأساً علي عقباً ويبث الأمل في نفوس (الراكزين والقابضين علي جمر القضية ) وأن عبارات (تسقط بس) ربما تتحول الي من أطلقوها… إن كان لابد من العودة بقوة فيجب محاسبة وإبعاد كل القيادات التنفيذية والتشريعية التي شهدت انهيار الحزب وعملت (ساتر)*.. ومحاسبة القيادات التي خانت العهد محاسبة علنية ..محكمة بعد البينات.

رؤي أخيرة

المداد رغم سواده يظل يكتب الكثير من العبارات ويستنطق الأحاسيس المرهفة..

مواضيع ذات صلة

عمار العركي يكتب: خبر وتحليل: – مجلس الشيوخ الامريكي ومجلس الشيخ الإماراتي

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: ايها السادة .. انتبهوا !!

عزة برس

أماني الطويل ومعطوب القول!! بقلم: عمر عصام

عزة برس

تقرير: 1140 حالة اختفاء قسري خلال عام من الحرب في السودان

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: دعوها فانها مأمورة ..!!

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: استفهامات بريئة جدا ؟!

عزة برس

اترك تعليق