ما أجمله من صباح تشرق فيه الشمس وهي ترسل أشعتها علي ذلك البيتي الطين الكبير الذي تبدأ ذات الشلوخ يومها منذ نداء الفجر الأول وهي في كد وسعي للقيام بواجب رغم انه روتيني ويومي ولكنهلم تمله يوما فقد أصبح أشبه بسور المنزل الذي يحفظ سلامة من بداخله من أعين المارين والمتأبطين شراً ، لحظات وصوت رغم قوته إلا أن بين طياته حنين وحب دافق ينساب إلي الدواخل فيزيدها قوة وإقبال علي الحياة بفرح غامر ليقول *(أصحو الصلاة )* صوت حبيب تحب النفس طلعته وعليه بُنيت كثير من المعالم التي توضح خطوط السير دون المساس بما يهتك ذاك النسيج فأجمع الجميع عليها وهي تسري الي يومنا هذا ، لحظات ويكتمل الشمل تمامه وكماله لاينقص منه إلا رضيعا ، لوحة الإكتمال بمثابة برلمان مصغر دون الحوجة لدوائر جغرافية او حملات دعائية أو تمثيل نسبي ، يأتي البرلمان علي إيقاع الكلمات الحانية والدعوات الطيبات والتحاور والتشاور وتقسيم المهام اليومية والسعي الحثيث لتوفير كل الإحتياجات دون الإكتراث لتعب ونصب ومع روائح الشاي المقنن الصافي والخالي من أي منكهات صناعية ، وفي هدؤ تنفض جلسة البرلمان دون إعتراضات أو نقاط نظام لينفض بعده الجمع ويحمل كل منا عصاه بغية الترحال إلي وجهته ، لم تتعرض الوجوه لصفعات مؤلمة ولم تكفكف الآيادي دموع الألم والعذاب ولم تمسح آهاتنا عن القلوب الحسرات ، كان حكم آبوي يفيض حرية تحدها قيود المنطق والعقل فالدواب إذا لم تُلجم تهرب وتفر الي غير وجهه، فمابال البشر أصحاب العقول ؟ ، لم تكن الحرية مسجونة ، ولم تكن الشوري مكبلة ، ولم تكن العلاقات الإجتماعية مفقودة وكان الإختيار الشخصي ملك لصاحبه بيد أنه لايستأثر بالقرار وحده ، الحرية التي كفلتها لنا القيم والأخلاق والمجتمع والحضن الآبوي تجعل خطواتنا تسير دون وجل أو إحساس بالدونية والتلبس بمركبات النقص والخواء ،أقوياء أسوياء أشداء لاتعوزنا الحوجة الي القوانين الأجنبية ولاتنقصنا الماركات العالمية تحدد مساراتنا ،نمتلك زمام الأمر ولكن لانفرط فيه ، نحاور ونجادل وليس لدينا رغبة لرفع الصوت حتي نُسمع ، تكفينا القناعات الراسخة أن بسط الحكم الآبوي الممتزج بحنية الأباء وخبرتهم بدروب الحياة الماكرة يجعلنا نقول *(نعم للحكم الآبوي … ولهذا أعلن تمسكي التام بالحفاظ علي النسيج المجتمعي والديني دون الركون للأصوات المنادية بقضايا المرأة وتحررها فليس هناك منقوص لتكمله تلك المطالبات )
رؤي اخيرة
علي قبره أقف لأقول لك :_ شكرا لك والدي *التربال* نعم غادرتني باكرا وتركت أمري بيدي ولكني لازلت أحيي علي متاعك من الزاد والوصايا التي أرتديها عقدا يطوق جيدي ماحييت وليتك بقيت معنا حتي تعود أسوار الحياة أكثر أمانا بوجودك).
