المقالات

في بيتنا. امام .. رحل المفكر والسياسي والأديب.. بقلم يسرية محمد الحسن

 

 

 

والحليم والفنان الصادق المهدي بعد اصابته بفيروس كورونا وطوق الحزن ربوع ونجوع البلاد والفيافي والحضر انه لفقد جلل في حكيم الامة فقد.كان وسيظل الصادق المهدي السياسي الابرز في تاريخ امتنا المعاصر فلقد سجل اسمه التاريخ باحرف من نور علي صحائف امتنا السودانية كابرز السياسيين والمفكرين والمناضلين الشرفاء جسورا غير هياب منافحا عن الديموقراطية والحكم الرشيد حتي آخر انفاسه في هذه الفانية نذر حياته الوضيئة  لخدمة بلده وشعبه لم يبخل بعلمه الغزير وحلمه الذي ميزه عن كل سياسيي السودان فكان القائد الأعظم في ساحات الفكر والفقه بجانب حنكته السياسية الفذة فقد وهبه الله مالم يهبه لغيره من حكام السودان الارحم الله الامام الصادق المهدي عظيم الامه وكبيرها بقدر ماقدمه للسودان وشعبه وجعل الفردوس الاعلي مرقده مع الانبياء والرسل والصديقين والشهداء وحسن اولائك رفيقا وجزاه عنا وعن دينه وامته خير الجزاء والحمد لله رب العالمين . وقع خبر رحيل الامام كالصاعقه علي اهل السودان قاطبه فوفاته تشكل خساره كبيره للسودان واهله وفقدا عظيما لأهل السياسة وبلادنا التي تحتاج بصيرته النافذة وحلمه وحكمته وخبراته الواسعة في شؤون الحكم سيما في هذا المنعطف الخطير الذي تمر به بلادنا ( ومن مثله حنكه ودرايه وقياده )؟!. كان زعيما وطنيا غيورا وصادقا امينا علي الوطن وشعبه ابلي بلاء حسنا طوال مسيرته الباذخة  في دروب السياسة والحكم كان سمحا حليما رزينا عظيما مهذبا ودودا وكريما وكان ان تشرف منزلي المتواضع ذات يوم بزياره كريمة منه يرافقه بعض من خاصته والمقربين لديه جاءت زيارته لبيتي بعد حديث عفوي قلته وانا اتشرف بتلبيه دعوه. عيد ميلاد الامام الذي درجت اسرتيه الكبيرة والصغيرة علي الاحتفال به منذ ان كان صبيا يافعا فلقد تسلمت الدعوه التي سلمها لي سكرتيره الشخصي الحبيب محمد زكي مشكورا فقبلتها ولبيتها في الموعد المحدد وكان صباح احد ايام شهر يناير واثناء مراسم الاحتفال الجميل دنوت من الحبيب السيد الصادق. امام الانصار لاهنئه بعيد ميلاده السعيد فاجلسني الي جواره في حنو. ابوي. صادق وتحدث معي طويلا. وقلت له وانا اهم بالنهوض ليتك تسعدني بزياره في منزلي فما كان من الامام المتواضع الا ونادي علي محمد زكي سكرتيره الشخصي طالبا منه ان يدرج اسمي في الزيارات الاجتماعيه له الاسبوع القادم ولتكن الاولي في البرنامج ! وقد كان. هاتفني الحبيب محمد زكي في نهايه الاسبوع ليؤكد لي مواعيد زياره الامام لنا بالمنزل وكان قبلها قد حدثني الاستاذ صلاح الدين عووضه زوجي بنيه الامام في تسجيل زياره لنا بالمنزل وقد كان عووضه يشغل وقتها منصب مستشار الامام الاعلامي وكان يوم الزياره وقد اصرت والدتي علي صنع طعام العشاء بنفسها وتجهيز عصير البرتقال خال السكر فقد.حدثها صلاح ماذا يحب الامام من طعام وشراب . واتي المساء زاهيا. باهيا. جميلا وركب السيد الامام الصادق المهدي الميمون يحط رحاله في دارنا المتواضعه بضاحيه شمبات بمدينه الخرطوم بحري . حقيقه لم استطع تمالك مشاعري فرحا وغبطه وسرورا بتلك الزياره التاريخيه لاسرتي من رجل يعد من اعظم رجالات بلادي علما وادبا وفكرا وفلسفه وحين هممت بالسلام عليه عند استقبالي له في فناء منزلي احتضنتني يداه الكريمتان في ابوه حانيه مقبلا راسي فنزل دمعي هطالا حجب عن ناظري المكان والزمان !! كانت جلسه ( مامنظور مثيلا )!!. طغي عليها الجانب الاجتماعي الثقافي الشعبوي والتداخل والانصهار بين الشعوب والقبائل فكانت محاضرات قيمه ومزهله تفصح عن كنوز معرفيه دفاقه وثره في مخزون الامام الثقافي وكان ان قرب والدتي الي مجلسه وهي التي قابلته بزغاريد ( اهلها ) في شمال الوادي فاخذ الحديث بينهما ينحي منحي اخاذا ورائعا هو يسالها عن بلدها وعشيرتها وهي تجيب بكل الحب والفخار لموطنها وبلد اجدادها مصر الشقيقه بادلها حديثها بالثناء والتبجيل للشعب المصري وارض الكنانه وطفق يتحدث عن مصر وشعبها حديثا فريدا جميلا ذا شجون. طلب بعدها التعرف علي افراد عائلتي واسرتي فردا فردا فجاءته شاديه وساميه وهبه الله. وهدايه الله. ودينا. شقيقاتي هو يسأل هن يجبنه وكان ان طلب حين جاء موعد تناول طعام العشاء ان يتناوله بجانب افراد وفده الفخيم مع الاسره جمعاء ! ..ياله من تواضع رجل عظيم ! مسك ختام الجلسه الرائعه حديثه معي وسؤاله عن كل صغيره وكبيره في مسيرتي الاعلاميه مشيدا بي وبجيلي من الاذاعيين والاذاعيات ذاكرا لهم ولهن بالاسم مثمنا دورنا والاجيال السابقه الاعلام الوطني بقنواته كافه في نهضه السودان ووعي انسانه وبطريقته السمحه الجذابه في الحديث وببراعه المفكر والقائد. دس في ثنايا حديثه رسائل مهمه كضروره حيده الاعلامي وصدقه في تناوله للشان العام المحلي والاقليمي والعالمي مشددا علي ضروره الاعلاء من شان الوطن والتجرد وعدم الانحياز الا للاوطان وانسانها وخدمه شعوبها اعلاميا وفنيا وفكريا وثقافيا وعدم الانحياز الا للحق وفي وداعه ورفاقه الخلص تقبل هديه والدتنا. عائشه ابنه المندي. ابن العارف بالله الشيخ الورع مهني بن عبد الرحمن ( المدفون بضريحه الاشهر بمدينة سواكن ) الصعيدية بنه مدينه اسيوط بصعيد مصر وقد.كانت لوحه كبيره ضخمه من خشب الزان الشهير. منقوش عليها باحرف من الخشب البارز ايات من كتاب الله الكريم وضعها الامام فيما بعد ضمن تحفه الثمينه التي تزين جدران قطيته الاشهر !..

مواضيع ذات صلة

وجه النهار.. هاجر سليمان تكتب: آخر تقليعات الثعلب (حمدوك)

عزة برس

على مسؤوليتي طارق شريف جنون الدولار ( 3_ 4 )

عزة برس

القبيلة في الفعل السياسي بقلم: دكتور/ صديق مساعد

عزة برس

الامم المتحدة وخطاب “البرهان” بقلم: بدر الدين عوض الله

عزة برس

كتب الاعلامي محمد عبدالقادر على صفحته فى الفيسبوك.. أطفال الخرطوم… عزائي فى ليلة المولد

عزة برس

في ذكري مولده عليه الصلاة والسلام : [ رحلة بدأت بالتوحيد وثنت بالاخلاق وختمت بالعبادات الفردية والاجتماعية المقترنة بالتوحيد.. نصر الدين مفرح

عزة برس

اترك تعليق