– حكاية علم السودان المقلوب “احمر تحت اسود فوق” اصبحت من القصص اليومية التي تلازم زيارات الوفود الرسمية الى الخارج وتنقلها كاميرات اجهزة الاعلام الرسمية وتكنولوجيا التصوير الفوتغرافي عبر الهواتف الذكية “السيلفي” فكثير من العامة يلقون باللائمة على رجال المراسم والبروتكول اذ هم يدركون تلك التفاصيل المهمة .. ولكن في كثير من الاحوال لايرافق الوفد الرسمي طاقم من المراسم ليلتفت الى تلك الهفوات التي تقلل من شان تعظيم الشعار والعلم ويتداخل في هذه المهمة ايضا طواقم الدبلوماسيين الممثلين بالدولة المضيفة لتصحيح وضعية العلم والوانه ومقاساته القانونية اذ يسبق كل زيارة مسؤول سوداني الى دولة ما تنسيق مع السفارة السودانية المقيمة في ذلك البلد وتعمل السفارة من جانبها بتزويد دائرة الزيارة بمعلومات عن الضيف الكبير وسيرته الذاتية والقابه العلمية والمهنية واجندة الزيارة بجانب معلومات اساسية عن السودان وشعار الدولة وعلمها وغيره من التفاصيل .. اما الجانب الاخر هو ضرورة معرفة المسؤول الزائر لتفاصيل قانون العلم حتى يتجنب الموقف الحرج في حال وضعه امامه او خلفه بالوضعية الخطأ ..
– في مرة من المرات زرت واحدة من الجامعات الخاصة وعند مدخل مكتب رئيس الجامعة وجدت شعار الجامعة منحوت على الارض في لوحة جمالية مزينة بالفسيفساء والاحجار النفيسة والالوان الزاهية وحقيقة كانت لوحة غاية الجمال والاتقان الفني والمعماري .. ولكن ثمة امر احدث ربكة معنوية لرئيس الجامعة حين علقت له بان الشعار يعلو ولا يعلى عليه .. اي ان شعار الجامعة لايصح رسمه على الارض لتطأ عليه الاقدام والاحذية وهذا دليل اهانة للشعار الذي من المفترض ان يحمل مضامين تعبر عن هوية الجامعة ورؤيتها ورسالتها ومن الخطأ الجسيم ان يرسم على الارض على الرغم من اللوحة الجمالية التي رسمها على المكان .. وفي زيارة قادمة في وقت قصير وجدت الشعار قد تمت ازالته من الارض وتزينت به جدارية رائعة التصميم اعلى المدخل الرئيس للجامعة ..
– في بغداد عاصمة الدولة العراقية رسم اخر ومن نوع اخر نقش على الارض يحمل نفس المفهوم ولكن من وجه اخر ليؤكد نظرية الامعان في الاهانة والاذلال .. ففي فندق الرشيد افخم الفنادق البغدادية في عهد الرئيس المهيب صدام حسين نقشت في الارض امام البوابة الرئيسة للفندق صورة لوجه الرئيس الامريكي جورج بوش الاب الشئ الذي يلزم كل زوار الفندق الوطء على انف الرئيس الامريكي المنقوشة بالرخام على الارض لتعطي اشارة الاذن بفتح البوابة الزجاجية الكترونيا ويسمح للزائر بالدخول .. وقد تجنب ذلك الفعل مرات عديدة عدد من السفراء الغربيين ببغداد وكان سبيلهم الوحيد هو مقاطعة كل الفعاليات المقامة بالفندق تحاشيا للموقف ..
– السفارة السعودية اعتادت في احتفالياتها المختلفة احتفاءا بالعيد الوطني للمملكة على تصميم “تورتة” فخمة يتبارى على صنعها اشهر بيوتات صناعة الحلوى بفنادق العاصمة الخرطوم مزينة بعلم المملكة العربية السعودية وعليه عبارة التوحيد لا اله الا الله وسيوف العزة والكرامة .. الى هنا والموضوع فنون احتفالية يجتهد من خلالها رجال المراسم والبروتكول والدبلوماسين في اظهار مواهبهم واحترافيتهم لاخراج الاحتفال في ازهى صوره … وفي لحظة ودون انتباه تفسد سكاكين الضيوف المشهد بقطع “التورتة” وهنا يتجسد الموقف الحزين الذي يعبر عن اهانة الشعار والعلم وما يحمله من مضامين ..
– حقيقة احترام الشعار والنأي به عن كل ما هو مهين ضرورة قصوى يجب الاهتمام بتفاصيلها فان كنت لا تراها فغيرك يلاحظها وهذا يتضح جليا من اهتمام الدول بصون شعاراتها واعلاها مرتبة علم الدولة وعلم راس الدولة وشعار الدولة اذ تسن القوانين الرادعة مقابل اهانة العلم وهذا ينسحب ايضا على كل المؤسسات الحكومية وذات العلامة التجارية يجب ان تقدس شعاراتها وتضعها وتحملها في المكان المناسب الذي لا يجعلها عرضة للاهانة والاذلال المقصود وغير المقصود ..
