المقالات

شهداء سنقو.. بقلم عميد شرطة (م) محمد ابوالقاسم عبدالقادر

– تعتبر المخدرات من أخطر المهددات الأمنية التي تواجه المجتمع الدولي وذلك لما لها من آثار سالبة ونتائج مدمرة ، ولعل خطورتها تكمن في أنها لا تؤثر فقط على المتعاطين من الناحية النفسية والسلوكية ، ولكن يتعدى تأثيرها لتحدث أضرارا بالغة الخطورة في الجوانب الإجتماعية والإقتصادية والسياسية للمجتمعات والدول ؛ ونتيجة لذلك وبلا شك يكون هنالك تأثيرات بالغة تهدد إستقرار وطمأنينة وأمن المجتمع الدولي ؛ ولذلك إهتمت المنظمات الدولية بمكافحة المخدرات مثل مكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة (UNODC)، والهيئة الدولية لمراقبة المخدرات (INCB) وغيرها من المنظمات التي تبذل جهودا حثيثة لتلافي خطر المخدرات مستندة في ذلك على الإتفاقيات الدولية التي تجرم تداول المخدرات والإتجار فيها ؛ وقد ألحقت بهذه الإتفاقيات جداول تحتوي على المواد المخدرة التي يحظر التعامل فيها وتكون خاضعة للرقابة الدولية.
– وقد إنتشرت المخدرات في السودان بصورة مزعجة وباتت تشكل خطرا كبيرا ومهددا للأمن المجتمعي وفتكا وتمزيقا للنسيج الإجتماعي ؛ بل وشكلت ظاهرة إجتماعية من حيث الإتجار والتعاطي والإدمان ، ولعل خطورتها ووفقا لما تشير إليه التقارير والدراسات في إنها تستهدف الشباب من الجنسين من طلاب الجامعات الذين يتعاملون مع المخدرات تجارة وتعاطي وقد أكدت هذه الدراسات أن ما يفوق ال ٥٠% من التجار هم من الشباب الذين تنحصر أعمارهم في الفئة العمرية ١٨- ٤٥ سنة ؛ وهي نفس الفئة العمرية من نزلاء السجون الذين إرتبطت جرائمهم بالإدمان وصاروا يشكلون خطرا على المجتمع وأمنه.
– وقد إنتبهت الشرطة السودانية مبكرا لخطر المخدرات وقامت بترفيع الإدارة الفرعية للمخدرات بالمباحث المركزية إلى إدارة عامة إنتشرت أقسامها الفرعية في ولايات السودان وأختير لها خيرة العناصر من الضباط والأفراد الذين تلقوا تدريبا عاليا داخليا وخارجيا وتأهلوا تاهيلا متقدما يمكنهم من أداء واجبهم في المكافحة بصورة متميزة ؛ وتبنت هذه الإدارة تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للمكافحة من خلال تنسيق الجهود وفقا للخطة التي تعتمد على محاور ثلاثة تتمثل في خفض العرض وخفض الطلب ومعالجة الإدمان ؛ وقامت هذه الإدارة بواجبها خير قيام ؛ فكانت النتائج الملموسة من خلال تنفيذ هذه المحاور.
– تحية تقدير وإحترام لقوات مكافحة المخدرات ضباطا وأفرادا الذين يحققون الإنجاز تلو الإنجاز ويعرضون أرواحهم للخطر وهم يواجهون العصابات المنظمة والمسلحة ويقدمون أرواحهم رخيصة حماية لأمننا المجتمعي و لا ينتظرون جزاءا ولا شكورا ؛ بل وأحيانا يقابل ما يبذلونه من جهد ببرود تام وتجاهل ؛ وهذا تقصير كبير يؤثر سلبا على أداء هذه القوات وقد يجعلهم هدفا لعصابات الإتجار الذين لا يبالون في إتخاذ كافة الوسائل في سبيل تحقيق أهدافهم ومطامعهم الدنيئة ؛ ولعلي هنا أشير إلى أكبر إنجازات قوة المكافحة في العام ٢٠٢٠م بمنطقة (سنقو )حيث قامت قوة من فرعية الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بجنوب دارفور بضبط أكثر من مائة ألف قندول حشيش وأبادت مزرعتين للحشيش بالمنطقة وأستولت على أسلحة ووسائل مواصلات وإتصال تخص العصابات التي تنشط بهذه المنطقة ؛ ولا أظنكم تعلمون التحفيز الذي قدم لهذه القوة نظير هذا الإنجاز الكبير؛ أحيل قائدهم محقق هذا الإنجاز العقيد شرطة متوكل حسين عبدالكريم إلى الصالح العام قبل أن يجف مداد تقريره الذي صاغه عن هذا الإنجاز الذي قدر بما يفوق الأربعمائة مليون جنيه !!؟.
– العملية التي أشرت إليها أعلاه كان الملازم شرطة هنو أبكر الزبير من قادتها وإسندت إليه مهمة التحري في إجراءات البلاغ الخاص بها ، إرتقى بروحه شهيدا في أيام عيد الفطر المبارك ونال معه شرف الشهادة إحدى عشر كوكبا من رجال مكافحة المخدرات من الذين شاركوا معه فجادوا بأرواحهم رخيصة حماية لشباب السودان الذين تستهدف عقولهم هذه التجارة الخبيثة ليكونوا أسرى لها فتقعدهم عن أي عمل منتج ينفع البلاد والعباد .
– الرسالة الآن لشرطة السودان والإدارة العامة لمكافحة المخدرات في أن تعيد النظر في خطتها للمكافحة وتحديدا في هذه المنطقة (سنقو) التي تحد بحدود دولية من جمهورية جنوب السودان جنوبا وأفريقيا الوسطى غربا ؛ مما يستدعي رفع درجة التنسيق للعمل في هذه المنطقة مع الأجهزة الأمنية الأخرى، مع تغيير الخطة بوجود قوات كبيرة بالمنطقة تؤمنها بصورة دائمة ومستمرة بدلا عن الحملات الموسمية.
– والرسالة كذلك لشباب السودان فلتعلموا أن هؤلاء الشهداء قدموا أرواحهم رخيصة حماية لكم ومنعا لإستهدافكم فلماذا لا تخرجوا في مليونية إشادة بالشرطة وبمكافحة المخدرات ورفعا للروح المعنوية للشرطة وهي تقدم الغالي والنفيس فداءا للوطن وأمنه ؛ التحية والخلود للشهداء ولا نامت أعين الجبناء.

مواضيع ذات صلة

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: وزير الداخلية والعين القوية !!

عزة برس

خبير اقتصادى: تجار العملة اتجهوا للعمل في مصر وجذب تحويلات المغتربين السودانيين

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: إبتسام نون النسوة منبرنا للسلام والعدالة

عزة برس

وجه الحقيقية.. السودان بين ديمقراطية العسكر المشروطة و دكتاتورية المدنيين الطامعة. – إبراهيم شقلاوي

عزة برس

بينما يمضي الوقت السيادى في الميدان ( كيفما اتفق).. أمل أبوالقاسم

عزة برس

الهندي عز الدين على منصة “إكس”: ماذا ينتظر عشرات الآلاف من الضباط والجنود المتكدسين في سنار بعد أمر العطا بدخول الجزيرة

عزة برس

اترك تعليق