المقالات

دولة القانون.. د. عبدالعظيم حسن المحامي يكتب : حرب المياه

منذ استقلالنا لم نحقق أي نهضة سياسية، اقتصادية أو اجتماعية لسببين رئيسيين، الأول: اعتمادنا الحلول المستوردة بلا جهد لمواءمتها ومتغيراتنا. السبب الثاني: قابلية الشخصية السودانية للتأقلم مع المشكلات بلا محاولات جدية للتغيير. حتى الانتفاضات بتنا نصنعها متأخرة وخالية من الحلول العملية. تاريخنا السياسي حلقة خلافات ضربت بعمق الثوابت الوطنية لدرجة أن الاستقلال نفسه كان محل خلاف بين أكبر حزبين سياسيين.
بلا جدال النهضة سد استراتيجي، وفوائده على السودان تفوق المصالح الأثيوبية المصرية مجتمعة. النظام البائد لم ينطلق نحو السد من دوافع تنموية أو وطنية وإنما نكاية بالمصريين الذين مارسوا احتلالها رداً على محاولة اغتيال حسني مبارك. خلافنا المبدئي مع النظام البائد لا يجوز أن يزعزع موقفنا من السد أو حلايب. الموضوعات الفنية والجدوى من المشاريع الحيوية كالسدود، بطبيعتها، لا تحتمل الجدل لاعتمادها الأرقام والإحصاءات العلمية.
صلابة الموقف السوداني يسأل عنه وزير الري والموراد المائية بوصفه المستشار الفني لحكومة الثورة. بعد الثورة، نزاعاتنا الداخلية طالت كل الملفات، فأضعفت موقفنا ووجهة نظرنا وتماسكنا تجاه السد ليصبح مادة دسمة لحرب المياه الإقليمية والدولية. أ. د. ياسر عباس تخرج في كلية الهندسة المدنية جامعة الخرطوم ونال من التأهيل العلمي والعملي ما يكفي ليكون مديراً لمعهد أبحاث الهيدرولوجي بمدني. سعادة الوزير، بحكم المنصب والخبرة كان عضواً بلجنة السد الفنية التي بدأت دراساته توافقاً بين أعظم العلماء القانونيين والفنيين بحسبان السدود مشروعات وطنية وفنية لا يجوز أن تخضع لأي صراعات أو أبعاد أيدولوجية.
مصر لا مصلحة لها لا في سد النهضة أو أي سد على النيل. السودانيون يجب أن يعوا أن استضعاف حكوماتهم منذ الاستقلال كان وما زال هدفاً استراتيجياً مصرياً للإفادة من مياه النيل وتسويق المنتجات والصناعات المصرية بالسودان. طالما أن السد أصبح واقعاً، فمصر لا تملك إلا أن تدعم الموقف السوداني. سياستنا الداخلية والخارجية لا يجوز أن تظل مرهونة ولا مستباحة للتدخلات متجاهلين فرص وعوائد السد التنموية والاستثمارية. التوافق مع الأثيوبيين على الإدراة والتشغيل هدفنا التكتيكي والاستراتيجي. يبقى لا مناص من أن نمضي في مشروعاتنا الوطنية بمنهجية علمية بلا تنازع أو مجاملة لأي جهة وإلا فقدنا الحسنيين.
د. عبد العظيم حسن
المحامي الخرطوم
10 مايو 2021

مواضيع ذات صلة

يا مافي السجن مظاليم بقلم: عميد شرطة فتح الرحمن محمد التوم- الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة

عزة برس

كلام سياسة.. الصافي سالم أحمد يكتب: وزير الخارجية : ملفات في الانتظار

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: يا نجوى كلنا فى الحكمة شرق

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: إعدام وزير ..!!

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: من يستحى لهولاء من؟

عزة برس

هناك فرق – منى أبو زيد تكتب: من يجرؤ على الكلام..!

عزة برس

اترك تعليق