المقالات

كتب عمار العركي : الصومال..أزمة الإنتخابات ودوامة التدخلات

ظلت الصومال محور اهتمام لكل العالم من واقع الاهمية الجيوسياسية لها ، وفي أزمة الانتخابات الحالية ازداد الاهتمام الدولي بها نظراً لحرص البعض على وحدة البلاد ومطامع البعض الاخر فيها ، وفي هذا الاطار هنالك حضور كبير علي واقع الأحداث من قبل للولايات المتحدة والاتحاد الاوربي و الامم المتحدة ،وفيوتصريحات الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصومال (جيمس) عن الخلافات القائمة بين الأطراف الصومالية في الانتخابات الفيدرالية المقبلة، حيث اشار في مقابلة مع الـ بي بي سي الصومالية إلى أن المجتمع الدولي بذل جهودا كبيرة من أجل التوصل إلى حل في ذلك الخلاف والتقريب بين القيادات الصومالية.

*اصل الخلاف ومساره*:-
– يُذكر أن اصل الخلاف بين أطراف العملية السياسية في الصومال – حكومة ومعارضة – في الانتخابات الفيدرالية يتمحور حول (الآلية التنفيذية للعملية الانتخابية عدم تكليف الاعتراف بشرعية فرماجو بعد،انتهاء فترة ولايته ، ومعارضة قرار البرلمان بالتمديد له)
– وصلت كل المساعي إلى طريق مسدود رغم انتهاء ولاية البرلمان الفيدرالي في ديسمبر الماضي وانتهاء ولاية الرئيس في فبراير الماضي ، فسعي فرماجو الي، استصدار قرار برلماني،بالتمديد ، سريعا ما قبل بمعارضة عنيفة واعمال عنف وشغب في العاصمة والاقاليم ، وبدأت مؤشرات لتأهب حركة الشباب الصومالية الارهابية الصيد في الماء العمر ، الامر الذي،اجبر فرماجو عن التراجع واصدار بيان سياسي،يدعو فيه العودة الي طاولة الحوار.
– المجتمع الدولي يبذل قصارى جهده لكسر الجمود وحمل الأطراف الصومالية على التوصل إلى اتفاق بشأن الانتخابات ونعتقد،ان الضغوط الدولية على الرئيس فرماجو قد تكون أكثر تأثيراً بعد أن تعنت في حل الأزمة داخلياً من خلال المبادرات التي قامت بها بعض الاطراف ، وكان يمكن الوصول الى منطقة وسطى فى الحلول ولكن يبدو أنه يريد الفوز بالانتخابات بأي شكل كان.

*القراءة التحليلية:-*
– الخلاف القائم بين الحكومة والمعارضة في آلية الانتخابات يجعل باب التكهنات مفتوحاً ، حيث تسعى الحكومة لفرض الامر الواقع وهو ما سيشكك في الانتخابات ونتائجها باصرار الحكومة على المضي فيها بشكلها الاحادي والمختلف فيه .
– سياسة فرض الأمر الواقع ربما ستجعل حظوظ الرئيس فرماجو هي الأقوى وذلك من واقع المقاطعة (المحتملة) للانتخابات من قبل تكتل مرشحي الرئاسة الآخرين حيث سيكون في مواجتهه المستقلين الذين تقل فرصهم بنسبة كبيرة أمامه ، هذا اذا لم يُدعم احد المرشحين المستقلين من قبل القوى الأخرى .
– اذا ما خاض تكتل المرشحين الرئاسيين الانتخابات فانه من غير المرجح ان يتوحدوا خلف مرشح واحد في الجولة الاولى ،بينما سيدعمون المرشح صاحب الاصوات الأكبر من أجل الاطاحة بالرئيس فرماجو .
– ليس من الممكن الجزم بمسار نتائج الانتخابات ولا توجد قراءات للرأي العام لها كما يحدث في سائر الانتخابات في العالم وذلك لاعتمادها على طريقة انتخابات قائمة على نظام قبلي معقد خاضع لتغير المواقف بصورة مفاجئة ويخضع كذلك لبيع وشراء الاصوات .
– البعد الخارجي لهذه الانتخابات حاضر بقوة وذلك من خلال الدعم الذي تقدمه الدول التي لها مصالح في الصومال للنواب لدعم طرف موالى لها على حساب اطراف أخرى .
– فرص الرئيس الحالي (اذا اُقيمت انتخابات نزيهة) ضعيفة لسببين الأول لعدم قناعة الصوماليين باداء الحكومة وعدم تنفيذها لوعودها الانتخابية ، والسبب الثاني فيرجع لطبيعة الصوماليين التي تميل للتغيير وهو ما يدعمه تاريخ الانتخابات التي لم يفز فيها رئيس بدورتين رئاسيتين .
– فرص المرشحين المنضوين تحت اتحاد المرشحين الرئاسيين المعارضين لفرماجو تبدو قوية لوجود شخصيات ذات وزن كبير فيهم مثل حسن شيخ محمود و شيخ شريف شيخ أحمد (رئيسان سابقان)، حسن علي خيري رئيس الوزراء السابق ، ولكن من الصعب التكهن بمدى حصول أي منهم على أصوات أعلى ولكن من الثابت أنهم قد تكتلوا من أجل هدف مرحلي وهو اسقاط فرماجو ومن ثم تكون المنافسة بينهم أو التوافق فيما بينهم على تقديم مرشح يمثلهم .
*الختام*
– علي ضوء قرار الحكومة المضي قدما في الانتخابات في ظل عدم وجود توافق وطني، ورفض المعارضة وإقليمي بونتلاند لهذا القرار، فإن هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة لتطور هذه الأزمة، وهي :
أ‌- *السيناريو الأول* : إصرار الرئيس فرماجو والأقاليم الثلاثة الموالية له على موقفهم المتمثل في إجراء الانتخابات دون الالتفات إلى اعتراضات المعارضة وإقليمي بونتلاند وجوبالاند، وهذا السيناريو هو الأقل احتمالاً، لأنه مرفوض من المجتمع الدولي لكونه يؤدي إلى تفجير الأوضاع السياسية والأمنية و تفكك وحدة الصومال ومن شأنه أن يدفع بعض الأقاليم خصوصا بونتلاند إلى التهديد بالانفصال على غرار صوماليلاند.
ب‌- *السيناريو الثاني*: استمرار التصعيد بين الحكومة 2021، ومن ثم يحاول كل طرف استخدام سياسة الأمر الواقع ،فالرئيس فرماجو يصر على البقاء في منصبه حتى إجراء الانتخابات، في حين أن المعارضة سترفض الاعتراف بشرعيته والقيام بتشكيل مجلس انتقالي يدير البلاد خلال الفترة الانتقالية حتى موعد إجراء الانتخابات، وهذا السيناريو وارد بسبب إصرار كل طرف (الحكومة والمعارضة) على موقفه.
ت‌- *السيناريو الثالث*: حل الأزمة عن طريق ضغط خارجي، و هذا السيناريو هو الأكثر احتمالا في ظل فشل الحكومة والمعارضة والأقاليم في التوصل إلى تسوية لإنهاء الأزمة الراهنة والاتفاق على آلية إجراء الانتخاباب، فإذا لم تتفق الأطراف الصومالية خلال الفترة القصيرة المتبقية من نهاية فترة الرئيس فرماجو ( 8 فبراير 2021)، فإن المجتمع الدولي سيتدخل لفرض آلية معينة لانهاء المأزق ومنع انزلاق الصومال إلى حرب أهلية جديدة .

مواضيع ذات صلة

يا مافي السجن مظاليم بقلم: عميد شرطة فتح الرحمن محمد التوم- الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة

عزة برس

كلام سياسة.. الصافي سالم أحمد يكتب: وزير الخارجية : ملفات في الانتظار

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: يا نجوى كلنا فى الحكمة شرق

عزة برس

استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: إعدام وزير ..!!

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: من يستحى لهولاء من؟

عزة برس

هناك فرق – منى أبو زيد تكتب: من يجرؤ على الكلام..!

عزة برس

اترك تعليق