تحقيقات وتقارير

كتب عمار العركي : فرص نجاح المبعوث الأميركي الخاص في حل قضايا القرن الأفريقي

مدخل
يتنامي الإهتمام الامريكي بمنطقة القرن الأفريقي بصورة متواترة ، حيث ترى.الولايات المتحدة أن دول المنطقة أساسية لتحقيق التوازن الإقليمي ، وبالتالي حافظت على علاقاتها الثنائية معها – وإن كان بدرجات متفاوتة – فيما فرضت التطورات السياسية في القرن الأفريقي تعيين المسؤول السابق بالأمم المتحدة، والذي شغل مناصب رفيعة في وزارة الخارجية الأميركية (جيفري فيلتمان) مبعوثاً خاصاً لمنطقة القرن الأفريقي ليعمل على قضايا الإقليم الملحة ( نزاع الحكومة الأثيوبية وجبهة التيغراي، الخلاف الحدودي بين السودان وإثيوبيا، ملف سد النهضة الذي يجمع بين الدول الثلاث إثيوبيا والسودان ومصر) ، ويعتمد في ذلك على آليات تحقيق الاستراتيجية الأميركية تجاه قضايا القرن الأفريقي وفقاً للظروف الإقليمية والدولية.

الإستراتيجية الإمريكية في القرن الافريقي:-*
– أي مراقب للسياسات الامريكية في المنطقة ومتابع لأداء مبعوثيها الخاصين يصل لإستنتاج بان مهمة المبعوث (جيفري) مرهونة في تمكنه من (المؤامة بين المصالح الإمريكية التي تقوم علي إستراتيجية التمدد والسيطرة الأمريكية مقابل الحد من نفوذ الصين وحلفائها)، والذي بات يشكل مصدر قلق امريكي متعاظم بعد توسع النفوذ الصيني في افريقيا خلال العقدين الماضيين عقب إنعفاد الفمة الصينية الافريقية الأولي المنعقدة في بكين في إكتوبر 2000م ، وذلك لأن هذه الجزئية المهمة تكون حاضرة بقوة في ذهنية الحل الأمريكي.
– وبالتالي نجد أن الإدارة الأمريكية قد فطنت لهذه الجزئية ، فعمدت علي تعيين مبعوثيها الي افريقيا من كبار مختصيها في الشأن الإفريقي الملمين بالسياسية الصينية في افريقيا ، بداءا من تعيين مساعد وزير الخارجية الامريكي دونالد ياماماتو ، والذي عين لاحقا كأول سفير امريكي لدي،الصومال بعد قطيعة دامت عشرين عاما ، ليجئ خلفه بذات الصفات (تيمور ناجي)
– الشئ الملاحظ هنا ، بأن الولايات المتحدة ومنذ سعيها في رسم خارطة جديدة للمنطقة وإعادة ترتيب أوضاعها منذ مطلع العام 2018م، بواسطة حلفائها بالمنطقة ، بعد أن أوكلت لهم تنفيذ (التكتيكات) في أعقاب الجولة الإستراتيجية التي قام بها مساعد وزير الخارجية الامريكي حينها ( دونالد ياماماتو) في ابريل 2018م والتي شملت كل من( كينيا ، جيبوتي ، الصومال ، اثيوبيا، ارتريا ) بغرض تهئية المسرح للتغيير القادم ، والذي نتج عنه فيما بعد اتفاق الصلح. والسلام (الاثيوبي الارتري) ونشؤ كيان التعاون الاقتصادي بين (الصومال واثيوبيا وارتريا والي حد ما جيبوتي – المتحفظة – بسبب تعقيدات علاقتها بارتريا) وذلك برعاية اماراتية ، كذلك نشأ تجمع الدول الثمانية المطلة علي البحر الاحمر وخليج عدن برعاية سعودية ، حيث لم تحقق تلك التكتيكات الاهداف الاستراتيجية الموضوعة لأسباب يطول شرحها تتعلق بآداء وسياسية الحلفاء خاصة تعمدها (تغييب السودان) وإقصائه من المسرح برغم ثقلها وتأثيره علي الجيوسياسي ، بالتالي لربما قامت الولايات بإعادة تقييم للخطة برمتها ورأت بالضرورة الرمي بثقلها واتمام المهمة بصورة مباشرة.

*بيئة التعاون:-*
وتركز الدور الأميركي في تخفيف حدة النزاعات، والإسهام في خلق بيئة سياسية متعاونة في حال إثيوبيا، مع أن هذا الإسهام لم يصل إلى شكل إسهامها في الصومال وتدخلها ضمن قوات دولية أخرى، بقيام الجيش الأميركي بغارات جوية على “حركة الشباب” الصومالية في ديسمبر 2018، وفي الحالة السودانية.، اتسمت بفترة المقاطعة منذ تسعينيات القرن الماضي بعد اتهامه برعاية الإرهاب، تخللت تلك الفترة دور الولايات المتحدة في المساعدة في التفاوض على اتفاق السلام الشامل (نيفاشا) لعام 2005 بين السودان و”الحركة الشعبية لتحرير السودان” التي مهدت لانفصال جنوب السودان العام 2011 عبر استفتاء عام.
– وإن كانت العلاقات مع السودان قد تغيرت بعد انتفاضة ديسمبر وإسقاط النظام السابق، وتُوجت برفع العقوبات وتحسن العلاقات بين البلدين مما فتح للسودان آفاق العلاقات الدولية الأخرى، فإن الولايات المتحدة حافظت على علاقاتها مع إثيوبيا على الرغم من مرور كثير من العواصف والنزاعات الداخلية، بينما فرضت إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب عقوبات بتعليق مساعدات محددة بقيمة 272 مليون دولار على إثيوبيا، إثر تصلب موقفها في مفاوضات واشنطن بشأن سد النهضة. ولكن الولايات المتحدة عادت وألغت الربط بين العقوبات وقضية السد، خشية تعقيد الأزمة في إشارة إلى إمكان استئناف المساعدات التي لم تدخل ضمنها المساعدات الإنسانية. ويمكن أن تخضع العملية لشروط، قد يظهر فيها الحرص الأميركي على العلاقة والتعاون مع دول القرن الأفريقي على الرغم من تعقيدات العلاقة على اعتبار مهمتها في تعزيز الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان، وتحفيز النمو الاقتصادي وتعزيز التنمية، والحفاظ على الأمن والسلم الإقليميين.
– كذلك وفقاً لما أعربت عنه وزارة الخارجية الأميركية “ومما يثير القلق بشكل خاص الوضع المتقلب في إثيوبيا، بما في ذلك الصراع في التيغراي، وتصعيد التوترات بين إثيوبيا والسودان، والنزاع حول سد النهضة الإثيوبي. في لحظة التغيير العميق في هذه المنطقة الاستراتيجية، تُعد المشاركة الأميركية رفيعة المستوى أمراً حيوياً للتخفيف من المخاطر التي يشكلها تصعيد الصراع مع توفير الدعم لفرص الإصلاح.

*الخلاصة*
اجمالا ، فإن التغيير الذي طرأ علي السياسية الامريكية في إطار إهتمامها المتعاظم وجنوحها إلي التنوع في إستخدام آلياتها الإستراتيجية باسلوب مباشر ، ممثلا في تعيبن (مبعوث خاص) ، والذي بدوره يكون أعاد قراءة المشهد بكل التعقيدات والتحديات الماثلة ، نتوقع أن تكون فرصه كبيرة في إحداث إختراقات لمجمل القضايا والوصول لحلول .

مواضيع ذات صلة

خريطة وعلامات وردية.. راصد الزلازل الهولندي يغرد عن إيران

عزة برس

متعاطو الآيس.. مآسٍ وحكايات صادمة.. الحلقة الأولى

عزة برس

يوم في بيت البنات.. “هبة الله محمد عبد الله” تفجرها داوية (هذه حكايتي)!!!

عزة برس

صاحبها أحد أخطر عناصر مافيا المخدرات العالمية.. تفاصيل ضبط اضخم شحنة مخدرات بمطار الخرطوم

عزة برس

بداية فصل الشتاء فلكيًا

عزة برس

شبكة الجامعات العالمية المفتوحة باسبانيا برشلونة للدراسات العليا تمنح كلية النهضة عضويتها التي تضم 110 جامعه و 35 دولة

عزة برس

اترك تعليق