المقالات

عميد شرطة معاش محمد أبوالقاسم عبدالقادر يكتب : عفوا أيتها الشرطة

– الشرطة هذه المؤسسة الوطنية القومية التي تؤدي مهامها وواجباتها بمهنية وحياد منفذة للقانون وملتزمة بالعدالة وتنظر إلى مواطنيها بعين واحدة تحفظ لهم حقوقهم وحرياتهم وتحميهم فرادى وجماعات ما داموا ملتزمين بالقانون ولا يتجاوزونه.
– والشرطة في تاريخها الطويل قدمت الكثير من التضحيات فارتقى الكثير من ضباطها وأفرادها شهداء في سبيل الله وهم يمارسون واجباتهم حماية للمواطن وأمنه ، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبلهم مع الأنبياء والصديقين والشهداء.
– والشرطة التي يفخر منسوبيها بشرف الإنتماء لها، لأنها لا تختار ولا تمنح شرف الإنتماء لها إلا لمن حباه الله بالأخلاق الفاضلة الكريمة واتصف بأنبل الصفات ، فالشرطي ثابت الجنان ، عفيف اليد ، طاهر اللسان ، مهيب الخطى ، طليق الوجه أبي التواضع سمح الكبرياء ،ثاقب النظر ، فارط الحذر يزهو بالخطو المهيب ، والزي البهيج ، سباق لنصرة المظلوم ، مرابض في حرقة النهار لا يليين ، صامد في صقيع الليل لا يستكين ، يراعي الله في ما شاء وقصد ، السلطة بين يديه أمانة ، لا يرهقها بباطل ، العلم في يمناه ضوء ساطع ، العدل في يسراه سيف قاطع .
– وهذه هي صفات الشرطي التي تعلمناها وعرفناها ، وأتمنى أن نكون قد وفقنا للعمل بها ، وهذه هي الصفات التي تتعامل بها الشرطة وتتمسك بها مهما تبدل الحال ومهما تغيرت الأوضاع والأنظمة السياسية.
– والشرطة مستندة إلى هذه الصفات وعقيدتها المهنية الراسخة وقبل سقوط عهد الإنقاذ البائد جاء توجيهها لمنسوبيها بعدم التعرض للمواطنين في تجمعاتهم ومواكبهم السلمية في العاصمة وفي كل ولايات السودان ، ولم يكن هذا التوجيه سري أو بمنشور خاص محظور التداول ، وإنما كان ببيان شهير علمه الكافة، وفي هذا نصرة للحق وانحيازا للعدالة وعدم الخشية في قول وفعل الحق وإنفاذ للعدالة والقانون .
– وقد تعجبت وانا أشاهد بعض مقاطع الفيديو المنتشرة وقنابل الغاز المسيل للدموع تنفجر في صفوف المصلين الصائمين بعد أن ذهب الظمأ وابتلت العروق ، وهم يسألون الله أن يثبت لهم أجر الصيام ، وكنت أتسأءل هل يمكن إن يكون الإفطار في رمضان والصلاة عقبه تجمعا غير مشروع!!؟ وهل هذه الأفعال (الصلاة والإفطار الجماعي) يمكن أن تؤدي للإخلال بالسلام العام !!؟، بالتأكيد إن ما تم التعامل به مع هذا التجمع عمل غير قانوني وفيه انتهاك لحقوق الإنسان وحريته الدينية وممارسته لشعائره التعبدية ، هذا إذا أغفلنا جانب الديمقراطية والتجمعات السلمية وحرية التعبير وشعارات حرية سلام وعدالة.
– كنت أتمنى أن تخرج علينا رئاسة الشرطة ببيان توضح فيه ملابسات هذه الأحداث وتبريء ساحتها من هذا الفعل الذي لا أظن أنه قد حدث فعل مشابه له في تاريخ الشرطة الطويل منذ عهد الإستعمار وتبرر ما حدث ، ويكون فيه إعتراف بالخطاء وأنه سيكون هنالك تحقيق ليتعرض عقبه المخطئ والمتجاوز للسلطات والصلاحيات للمحاسبة.
– ولعلي هنا أتذكر ذلك الإجتماع الشهير الذي عقده النائب العام مع وزير الداخلية ووزير الحكم المحلي ووالي الخرطوم وبعض القيادات الشرطية الرفيعة ، والذي وجه فيه بعدم إستخدام الرصاص والغاز المسيل للدموع في تفريق التجمعات السلمية إستصحابا لمبدأ الحق في التعبير السلمي ، ووجه بعدم إستخدام القوة المفرطة تحت أي ظروف ، فإذا كان هذا توجيه لتجمعات سلمية لديها مطالب تحملها لجهات الإختصاص فكيف يكون التوجيه بالتعامل بالغاز المسيل للدموع مع تجمعات للصلاة ترفع مطالبها بالدعاء لله سبحانه وتعالى الذي ليس بينه وبينها حجاب.
– عفوا أيتها الشرطة ، وعذرا لكل مواطن كريم كان يتوجه إلى الله بصدق في لحظة فرح عند إفطاره فأفسد عليه البمبان فرحته ، لا تلوموا الشرطة … إنها عترة ويتصلح المشي.

مواضيع ذات صلة

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: الحكومة التى نريد ياسيادة الرئيس !!

عزة برس

ماذا ينتظر الجنجويد؟؟ بلقم: عمر عصام

عزة برس

كل الحقيقة.. عابد سيد أحمد يكتب: وزير الداخلية والعين القوية !!

عزة برس

خبير اقتصادى: تجار العملة اتجهوا للعمل في مصر وجذب تحويلات المغتربين السودانيين

عزة برس

أجراس فجاج الأرض.. عاصم البلال الطيب يكتب: إبتسام نون النسوة منبرنا للسلام والعدالة

عزة برس

وجه الحقيقية.. السودان بين ديمقراطية العسكر المشروطة و دكتاتورية المدنيين الطامعة. – إبراهيم شقلاوي

عزة برس