– قبل ايام قلائل تطرقت الى الزيارات المتتالية للفريق اول عبدالفتاح البرهان الى عدد كبير من الفرق والمناطق العسكرية التي تقع جغرافيا في الولايات والتقائه بالولاة باستثناء ولاية الخرطوم ، على الرغم من زياراته المتعددة الى منطقة وادي سيدنا التي تقع ضمن الرقعة الجغرافية لولاية الخرطوم…
– لم يكن (الاستدراك) لزيارة ولاية الخرطوم مطلب لتفقد حكومة الولاية ومواطنيها الصامدين في اجزاء واسعة من المحليات الامنة التي استعادتها القوات المسلحة وانما تجسد الزيارة رمزية تكمن في استعادة الثقة لمواطن الخرطوم من صدمة اندلاع الحرب وموجة النزوح واللجوء والتشرد…
– زيارة البرهان الاولى الى ولاية الخرطوم والالتقاء بالوالي احمد عثمان حمزة رئيس لجنة امن الولاية واعضاء اللجنة له دلالات مهمة من حيث التوقيت خاصة بعد استعادة منطقة امدرمان الكبرى وسير العمليات في محليات بحري والخرطوم بصورة واسعة يجعل من خيارات المواطنين العودة الطوعية الى منازلهم بعد عام من النزوح الى الولايات الاخرى…
– اهم (الدلالات) من واقع توقيت زيارة البرهان الى ولاية الخرطوم واشادته بالتضحيات وتثمينه الجهود الكبيرة لحكومة ولاية الخرطوم وتاكيده على دعمها للإستمرار في استقرار المواطنين هو ارسال رسالة في بريد الشعور بعودة الامن التدريجي الى الولاية المنكوبة…
– والي الخرطوم خاطب البرهان بلسان حال (عزيز القوم الذ ذل) قائلا: (فقدنا كل مواردنا المالية وما يصلنا من دعم يوجه لخدمات المواطنين والعاملين بلا مرتبات لمدة 9 اشهر) ، هذا بعد ان كانت ولاية الخرطوم منارة الولايات والعاملين فيها نوارة الخدمة المدنية بلا استثناء حيث ظلوا يقدمون الغالي من ارواحهم في سبيل تخليص الوطن من جور المليشيا المتمردة ، وقد كانت الخرطوم تحتضن العاصمة القومية ومرافق الحكومة الاتحادية وترفد الولايات الاخرى بفائض مخصصات قسمة الموارد الاتحادية فمن الاولى اكرام العاملين بالولاية بصرف مرتباتهم التي افتقدوها مع ممتلكاتهم المغتصبة من المليشيا…
– من الدلالات المهمة ايضا أشادة رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بالتضحيات الكبيرة والصمود الذي قدمته حكومة ولاية الخرطوم بقيادة والي الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة واعلانه لدعم الولاية حتى يستقر المواطن ولا يغادر منزله مما يؤكد اهتمام الحكومة الاتحادية وضم صوتها الى كل السودانيين الذين ينظرون بتقدير كبير لحكومة ولاية الخرطوم واصرارها على وجود أجهزة الدولة وسط المواطنين…
– كلمات البرهان في حق حكومة ولاية الخرطوم ووصف ما قامت به بانه واجب كل سوداني وطني ومخلص في ظل ظروف صعبة وقاهرة أضرت بكل السودانيين بعد ان اصبحت الخرطوم ارض للمعركة ومع ذلك استطاعت الولاية تقديم الخدمات كما ان بقاء الوالي أسهم في طمأنة المواطنين فلم يغادروا منازلهم كان له كبير الاثر في تماسك اجهزة الولاية وصلب عودها عقب التدمير الممنهج الذي طال بنيتها التحتية…
– احدى الرسائل المهمة التي بعث بها البرهان أن ما أصاب ولاية الخرطوم من فقدان لمواردها المالية أصاب كل السودان ، ولكن ولاية الخرطوم نالت النصيب الاكبر من الهجرة القسرية والنزوح والنهب مما يحتم اعانة الولاية لتقديم الحد الأدنى من الخدمات ومواجهة الدمار الكبير الذي طال محطات الكهرباء والمياه مما يتطلب التحرك العاجل لرفع تقديرات بحجم الاضرار التي لحقت بهذه المحطات…
– اشارة لاتقل اهمية عن محفزات العودة الى الخرطوم هي توجيهات البرهان النظر في فتح بعض المدارس لتشجيع المواطنين على العودة…
– الحديث عن الوجود الاجنبي في ولاية الخرطوم يعد من اهم دلالات التوقيت في زيارة البرهان الى الخرطوم ولايخفى على المتتبعين مشاركة عدد كبير من الاجانب من دول الجوار في القتال مع المليشيا المتمردة ، واكد ذلك مطالبة الوالي باتخاذ اجراءات اتحادية ضد الاجانب في ولايته وترحيلهم لبلدانهم كما تفعل كل الدول…
– لاشك ان المقاومة الشعبية كان لها دور كبير في اسناد القوات المسلحة بمعركة الكرامة الا ان تنظيم الاستنفار عبر الاطر القانونية واللوائح يساعد في الانخراط المسلح الامن بعيدا عن التقاطعات السياسية وان تكون تحت إشراف لجان الأمن بالولايات من اهم ثمار زيارة الخرطوم…
– اهم ما حملته زيارة البرهان للخرطوم اعطاء الضوء الاخضر لعودة المواطنين الى منازلهم بعد طرد المليشيا المتمردة من اجزاء واسعة من الولاية والمساهمة في اعمار ما خربته الحرب والانخراط في المقاومة الشعبية المسلحة لمنع المليشيا من العودة مجددا في وجود المواطنين…
استراتيجيات.. د. عصام بطران يكتب: البرهان في ولاية الخرطوم: (دلالات التوقيت) …!!
