الاحد الماضي وفي احدي حلقات برنامج ب(البنط العريض) علي (فضائية البلد) سالني الاخ الاصغر المذيع النابه صيف العبور عن تصريحات لنائب رئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي»، وجه خلالها القائمين على أمر الثروة الحيوانية، بمضاعفة العمل لترقية الثروة الحيوانية وتطوير قطاع الإبل والوصول به إلى مستوى العالمية بجعل المنتج السوداني ينافس عالمياً من حيث معايير الجودة، المناسبة كانت تشريف النائب ، ل(مهرجان غرير) لسباق الهجن بمضمار (الشيخ زايد) بشرق النيل.
لا اود استدعاء قصة المثل السائر ( الناس في شنو .. والجماعة في شنو) واسرد قصة من تم استدعاءهم والحرب ناشبة فتعللوا ان لديهم ( سباق حمير)..
ولكن صدقني سعادة السيد النائب ان من حولك من مستشارين يسوقونك الي مصير لا ننتظره لك، المشاركة في مثل هذا المنشط ( ترف) لا يتناسب مع حجم التحديات التي تواجهها بلادنا وانا والله لنستكثر علي بعض المناشط مشاركة قيادات البلد الرفيعة التي ندخرها للقضايا الكبيرة والمشاركات في المناشط التي لا تستفز مواطن ينتظركم لحلحلة القضايا الرئيسية …فاذا بكم فى ( سباق الهجن).
سالني سيف العبور ما رايك في في توجيه النائب باهمية تطوير الثروة الحيوانية فرددت عليه وماذا عن( الثروة البشرية) الموزعة بين الفواتير وهموم المعيشة اليومية وغلاء الاسعار وقطوعات الكهرباء والمياه وازمات الصحة وكوارث التعليم.. ماذا عن الناس الذين يموتون يوميا بالهم والذبحات والجلطات ويلقون ربهم في الشوارع واثناء المواكب… اين الدولة من الثروة الانسانية التي اهلكتها الخلافات والخصومات ومؤامرات الساسة ومغامرات العسكر..
(علي راسنا جميعا) التكوينات القبلية التي تعتبر مثل هذه المناشط جزء من تراثها المعلوم ولكن هل اجاب المسؤولون علي الاسئلة الرئيسية في ورقة امتحانات وازمات الخرطوم حتي بنصرفوا للاجابة علي الاسئلة الاختيارية.
الخرطوم التي نظمتم فيها سباق الهجن تعاني من العطش يا سعادة النائب الاول فماذا فعلتم لانسانها قبل ان تهتموا بابلها وهي تحاكيها تماما في ( شايلة السقا وعطشانة) .
هي ذات الخرطوم التي تعاني قطوعات الكهرباء والانفلاتات الامنية غير المسبوقة والغلاء وازمات الصحة والتعليم…
الثروة الحيوانية يا سعادة الفريق ( الجاتا تختاها) في عهد التغيير بعد تراجع مداخيلها وتاثر سمعتها عالميا اذ اصبحت (ملطشة) وبواخرنا تعود من مرابطها في دول الجوار بسبب ضعف الاجراءات المحجرية والبيطرية وعدم مطابقتها للمواصفات العالمية… هل يوجد مسؤولون عن الثروة الحيوانية ومازلنا نختلف حول تصدير ( صادر اناث الابل)؟!
لو كنت مكان حميدتي لامرت فورا باقالة وزير الثروة الحيوانية الذي لم يضف حتي الان شولة في كتاب ترقية ثروتنا حيث مازال بعيدا عن احساسنا بانه تسلم امانة من شانها اعادة التوازن الاقتصادي للبلاد لكنه ظل صاحب حراك انصرافي بائس وغير ملموس (سنعود اليه لاحقا) .
علي كل ما زال مستشارو حميدتي يسجلون غيابا تاما لا نستشعر وجودهم لا في مشاركاته ولا خطاباته ،يدفعون به الي المحارق التي تنال من (كاريزمته القيادية) والشخصية شيىا فشيئا.. فسباق الهجن لم يكن مناسبة بحجم الموقع السيادي الرفيع .
ربما اراد حميدتي تعزيز اهتمامه بالادارات الاهلية هذا مفهوم ولكن ليس بهذه الطريقة التي جعلته يجاري المثل ( الناس في شنو والجماعة في شنو)..
علي حميدتي اختيار المناسبات والمنصات التي تعبر عن وجوده كرجل ثان في دولة بحيث لا تستفز المواطن المغلوب علي امره، فالناس في الصفوف والغلاء والازمات لن يرضيهم ان يروا الرجل الثاني بالدولة في ( سباق للهجن) .