الأخبار

.تحبير. د.خالد أحمد الحاج يكتب: خيارات عديدة

من واقع النظر لملفات الداخل السوداني شديدة التعقيد، وحاجة البلاد لانفتاح دولي تغطي به على الأزمة من أبعادها المختلفة، وتدعم بذلك اتجاه البلاد نحو مدنية الدولة المتعثرة.
كان متوقعاً لزيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول البرهان عبد الرحمن لدولة الإمارات العربية المتحدة أن تزيح عن كاهل الحكومة عبء الانهيار الذي لحق بالجنيه السوداني، بالرغم من أن معدل التضخم قد سجل انخفاضاً لهذا الشهر حسب آخر القارير، إلا أن أسعار السلع قد ضربت سياجا من العزلة على الضروريات، فباتت في حكم المستحيلات بالنسبة لذوي الدخل المحدود.
في ظل الضبابية الناتجة عن عدم تحديد الخرطوم لموقفها من الحرب الروسية الأوكرانية، حاولت الخرطوم أن تبدد الشكوك، بدليل أن زيارة رئيس مجلس السيادة للإمارات قد أوحت بذلك، وإن كانت زيارته المؤجلة للملكة العربية السعودية قد حسبت من قبل البعض على أنها تبريرات لتبديد شكوك ومخاوف المحور الخليجي المتخوف من أن تكون روسيا لاعباً أساسياً في منطقة البحر الأحمر، ما قد يلقي بظلال كثيفة على المشهد الخليجي.
وإن كانت الزيارة الخاطفة لرئيس مجلس السيادة إلى كمبالا تحمل أكثر من رسالة تؤكد من خلالها الخرطوم حرصها التام على متانة علاقاتها بمحيطها الأفريقي.
بالفعل وقوع أي متغير في المعادلة السياسية ستنتج عنه مترتبات، أو قل تقاطعات. حرص الخرطوم على امتدادها أفريقيا يجعلها تتعجل التحرك باتجاه العواصم التي تحتاج إلى تبرير.
السودان عمق أفريقي وتموضعه هذا يحتم عليه لعب دور واضح في خارطة السياسة الأفريقية.
من مصلحة الخرطوم أن توازن علاقاتها مع المعسكرين الشرقي والغربي، ولا يمكن لأي من الطرفين وعد الخرطوم بالدعم والإسناد لتجاوز أزمته الطاحنة قولا لا فعلاً، وينتظر أن تقف مكتوفة الأيدي.
أنا هنا لا أتحدث عن عجز القادرين على التمام، بقدر توصيفي لموقف أقل ما يمكن أن يقال عنه أنه معقد.
رسم السياسة الخارجية بمعزل عن انقسامات الداخل، وتباين أيديولوجيا القوى السياسية سيعقد الموقف أكثر.
برأي أن المجتمع الدولي في موقف لا يحسد عليه إزاء الأحداث المتسارعة، أكثر من الداخل المشغول بتعقيدات وانقسامات لا تحصى ولا تعد.
حرصنا على بلورة ما يدور وفق المعطيات التي بين أيدينا وما يمكن التكهن به هو الذي جعلنا نقرأ الخارطة السياسية وفق ما طالعتم من تحليل.
وإن كانت توازنات السياسية تبرر للبعض توجهاتهم، بيد أن مناوئيهم يرون في ذلك العكس، ما يجعلهم بين نارين، إما أن يمضوا غير عابئين بما يترتب على توجهاتهم من نتائج، أو أن يتماهوا مع مصالح مناوئيهم، ولكل نتائج.

مواضيع ذات صلة

الزمالك المصري يتأهل لنهائي كأس الاتحاد الافريقي

عزة برس

مباحثات بين العمامرة وحميدتي.. المبعوث الأممي يتدخل في لحظة سودانية دقيقة

عزة برس

وزير الداخلية: وسائل حديثة لمراقبة الحدود

عزة برس

باريس سان جيرمان بطلاً للدوري الفرنسي للمرة الـ «12»

عزة برس

شركة ستارلينك تقرر عدم تعليق خدمات الإنترنت في السودان

عزة برس

كاتب سعودي يتحدث عن استخدام الجيش السوداني لسلاح الجنسية ويكتب خطر الانفصال

عزة برس

اترك تعليق