العقلية الانقلابية المهترئة الموجودة في القوات المسلحة مازالت تغرد خارج سرب الرؤية الوطنية الخالصة التي ترفض بإجماع منقطع النظير استلام السلطة على ظهر الدبابات والمدرعات بوصفها خطوة سيئة الإخراج مهينه للشعب السوداني والعسكر على حد سواء علاوة على أنها تجافي شعارات ثورة ديسمبر المجيدة.
الشاهد أن واقع الساحة السودانية لايحتمل العملية الانقلابية مهما كانت المبررات والأسباب فالاصلاحات السياسية لن تجد طريقها للحلول في وجود الإجراءات الشمولية والتعسفية التي تتلائم مع الطبيعة العسكرية وبذلك تزداد الأوضاع تعقيدا وظلاما فضلا عن انطلاق آلية العقوبات والمقاطعة على النطاق الإقليمي والدولي، فالفترة الانتقالية لها أهداف ومقاصد في الوثيقة الدستورية يجب أن توضع البرامج التي تعكس المعالجات الناجعة لها، من هذا المنطلق نشجب ونستنكر هذا الانقلاب الكسيح الذي ولد ميتا ونؤكد وقوفنا مع الإجماع السوداني الذي ينادي بأبعاد الجيش عن السياسة والاكتفاء بحراسة الثغور والحفاظ على صيانة الوطن فالعصر الذي نعيش فيه هو عصر صندوق الانتخابات حيث يكون الحكم عبر الانتخاب الحرالمباشر.
وفي السياق نطالب بالكشف الواضح عن ملابسات الانقلاب وأهدافه وتقديم رجاله إلى المحاكم العادلة، فضلا عن ضرورة تفكيك عناصر النظام المباد من القوات المسلحة والشرطة والأمن.
ولايفوتنا أن نزجي التحية الخالصة لرجال المقاومة والكنداكات على جميع المحطات وبذات القدر يظل تقديرنا الأشمل لدماء الشهداء الطاهرة فهم اكرم منا جميعا، كانت دماءهم نبراسا اضاء لنا طريق الحرية والتلهف نحو الفجر الجديد.